Al Jazirah NewsPaper Saturday  02/12/2006G Issue 12483دولياتالسبت 11 ذو القعدة 1427 هـ  02 ديسمبر2006 م   العدد  12483
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

المجتمـع

فـن

استراحة

الثقافية

دوليات

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

الطبية

تحقيقات

مدارات شعبية

زمان الجزيرة

الأخيــرة

تزايد أعداد النازحين العراقيين إثر تهديدات الجماعات المسلحة

* بغداد - (د ب أ):
لم تكن رحلة عبد الهادي إبراهيم للهروب برفقه أفراد أسرته ومقتنيات منزله يسيرة بل كانت محفوفة بالمخاطر خوفا من هجوم محتمل من الجماعات المسلحة في أحد الأحياء ذات الأغلبية السنية غرب بغداد.
هذا هو حال آلاف العراقيين الذين يفرون يوميا نازحين من منازلهم في جميع أحياء بغداد خوفا من بطش الجماعات المسلحة التي باتت تتحرك بسهولة لاستهداف وقتل الأشخاص في إطار الصراع الطائفي الذي يجتاح البلاد منذ أحداث تفجير مرقد الإمامين علي الهادي والحسن العسكري في مدينة سامراء في شباط - فبراير الماضي.
وقال عبد الهادي (41 عاماً) وهو عراقي شيعي كان يسكن حي الخضراء غرب بغداد: أنا أسكن هذا الحي منذ أكثر من عشرة أعوام ولي علاقات وثيقة مع الأهالي، لكنني أخشى بطش الجماعات المسلحة التي تقوم يوميا بتصفية الأشخاص.
وأضاف: أنا لم يتم إنذاري من قبل المسلحين لترك المدينة خلال ساعات مثلما حصل للعشرات من الشيعة في المنطقة لكنني وفرت على نفسي كل ذلك وخرجت تحت حماية عدد كبير من أصدقائي السنَّة.
ويكفي أن ترسل الجماعات المسلحة في جميع المدن دون استثناء ورقة إلى العائلة مكتوب عليها تهديد بالقتل أو التصفية وتلزمهم بالمغادرة خلال أيام قليلة وإلا ينفذ بحقهم القتل فيما ترسل جماعات أخرى مظروفا توضع بداخله ورقة التهديد وإلى جانبها طلقة بندقية وترمى دخل المنزل تطلب من الأسرة المغادرة في حين يداهم المسلحون في مناطق أخرى المنازل لطرد الأسر فوراً دون سابق إنذار.
هذا الحال يشمل جميع العائلات دون استثناء لكن التهجير شمل الشيعة بشكل أكبر كونهم يشكلون الأغلبية في المجتمع العراقي منذ التفجير الذي استهدف مرقد الإمامين علي الهادي والحسن العسكري في بلدة سامراء في 22 شباط - فبراير الماضي. وبحسب إحصائية وزارة المهجرين والمهاجرين فأعداد الأسر المهجرة في تصاعد متزايد حتى تجاوز العدد 60 ألف أسرة وهذا الرقم طبعا يشمل فقط الأسر المسجلة لدى الوزارة وتعيش الآن في مخيمات لاجئين وأبنية مهجورة جرى إعدادها لان تكون معسكرات لإيواء النازحين.
لكن آلاف العوائل الميسورة اضطرت للسكن والعيش في مناطق أخرى أو الهجرة خارج البلاد حيث تشير التقديرات إلى أن أكثر من مليوني شخص هاجروا إلي سوريا والأردن ومصر وبلدان أخرى خلال الأعوام الثلاثة الماضية فيما لجأ آخرون للعيش في منازل أقارب لهم في عدد من المدن خوفا من بطش الجماعات المسلحة وهؤلاء خارج الإحصائية الرسمية للنازحين.
ومدن مثل كربلاء والنجف والديوانية والناصرية ومدن كردستان العراق مناطق آمنة حيث وفد آلاف من أهالي بغداد للسكن فيها.
وتشاهد مئات الأسر وهي تقف في طوابير أمام شركات نقل المسافرين في حي الصالحية وساحة حافظ القاضي وسط بغداد استعداداً للفرار إلى خارج البلاد.
وقال سائق شاحنة نقل متوسطة الحجم استعان بها عبد الهادي لنقل مقتنيات منزله: قبل الاتفاق مع أي شخص لنقل مقتنيات منزله نسأله أولاً هل أنت مهدد من الجماعات المسلحة والسؤال الثاني إلى أي جهة ستذهب؟
وأضاف سائق الشاحنة ويدعى أبو محمد أنه فيما يتعلَّق بالسؤال الأول فإننا نخشى هجوم المسلحين الذين لا يرحمون أحدا أما فيما يتعلق بالسؤال الثاني فإننا نخشى أيضا المسلحين في الجهة التي ينتقل إليها الشخص.
وقال: لقد نجوت في إحدى المرات بأعجوبة عندما قام شخص بتضليلي بعدم تعرضه لتهديد من المسلحين من أجل نقل مقتنيات منزله من حي الدورة لمكان آخر وعندما وصلت إلى المكان اعترضني مسلحون لمعرفة الجهة التي اذهب إليها وأخبرتهم ولولا مرور دورية للجيش الأمريكي بالصدفة في نفس المكان لكنت في عداد القتلى حيث اتضح أن هذا الشخص كان مهددا بترك المنطقة خلال 24 ساعة.
وقالت زوجة عبد الهادي: كنت طوال الطريق أذرف الدموع لأنني أغادر منطقة كنت أعيش فيها منذ أكثر من 30 عاماً وكنت أردد آيات من القرآن الكريم حتى يبعد الله عنا هجوم الجماعات المسلحة.
وضواحي بغداد التي يقطنها نحو خمسة ملايين شخص أكثر مناطق البلاد تضرراً وتعرضاً للتهجير القسري في مناطق العامرية وأبو غريب والحصوة والمدائن وحي الخضراء وخان ضاري والغزالية والشعلة والأعظمية والتاجي والشعب وشارع فلسطين والحرية ومناطق أخرى.



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved