Al Jazirah NewsPaper Saturday  02/12/2006G Issue 12483تحقيقاتالسبت 11 ذو القعدة 1427 هـ  02 ديسمبر2006 م   العدد  12483
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

المجتمـع

فـن

استراحة

الثقافية

دوليات

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

الطبية

تحقيقات

مدارات شعبية

زمان الجزيرة

الأخيــرة

يشكل ضرراً بيئياً وصحياً على صحة الإنسان

* عنيزة - عطاالله الجروان:
مشكلات بيئية وصحية يتسبب فيها مردم النفايات أو المحرقة في عنيزة الذي أوجد اشتعال النيران فيه سحبا من الدخان تعانق السماء وتهدد البيئة ونقاءها وصحة الأهالي والقاطنين بالقرب من هذا المردم الذي أصبح قاب قوسين أو أدنى من المخططات السكنية والمزارع والاستراحات، حيث لا يبعد مردم البلدية سوى بضعة كيلومترات ويسبب الكثير من المشاكل للسكان. ورغم أن البلدية منعت إحراق النفايات واستبدلته بطريقة أخرى وهي فرز النفايات وإعادة تدويرها للاستفادة منها وتعاقدت مع مؤسسة وطنية متخصصة في هذا المجال، إلا أن الوضع لم يتغير عن السابق؛ فالروائح الكريهة ما زالت هاجسا يؤرق أهالي عنيزة. فإلى متى سيظل هذا الوضع المضر للبيئة؟ ومتى سيتم التخطيط لبدائل لهذه المرادم في ظل النمو السكاني والتوسع العمراني؟؟.
وأمام هذه المشكلة أبدى عدد من المواطنين من ملاك المخططات والمزارع والاستراحات الواقعة في الجنوب من عنيزة استياءهم من الروائح المنبعثة من مردم النفايات، وكثرة تطاير أنواع مختلفة من الأوراق والأكياس البلاستيكية ووصولها بمساعدة الرياح إلى مزارعهم واستراحاتهم.. حدثنا المواطن صالح الصقيهي مالك مزرعة واستراحة في مخطط (الكتيب) الزراعي قائلا: نواجه منذ فترة طويلة أزمة حقيقية نتيجة الروائح الكريهة التي تصدر من مردم النفايات وتسبب لنا مضايقات كبيرة وإحراجا مع المستأجرين، ولاحظنا تراجعا ملحوظا في ارتياد الناس للتنزه في المزارع والاستراحات الواقعة في مخطط الكتيب والحمراء والجلدة، وفي هذا ضرر كبير لكثير من المستثمرين الذين أنفقوا أموالا طائلة لبناء استراحات وإحياء مزارع لاستثمارها عن طريق التأجير.
وأضاف الصقيهي: أجرينا العديد من الاتصالات بعدد من المسؤولين في المحافظة والبلدية، ووعودنا بحل المشكلة، ولكن حتى الآن لم يتغير الوضع وما زلنا نعاني من تلك الروائح.
مواقع سياحية تتعرض للضرر
بينما ذكر المواطن إبراهيم الخليل أن المردم يقع في منطقة تعتبر من أهم المواقع السياحية في عنيزة، حيث يوجد مركز الملك فهد الحضاري ومركز التنشيط السياحي والمسطحات الخضراء للعائلات والشباب، كما يوجد في الموقع مزارع واستراحات تعتبر أماكن مفضلة للتنزه والاجتماعات العائلية وإقامة المناسبات والحفلات.. ويبدو أن المنطقة موعودة بمصادر للروائح الكريهة، فرغم وجود المردم منذ عدة سنوات إلا أنه نتيجة لتوسع النطاق العمراني أصبحت المزارع والاستراحات الفخمة تحيط به من عدة جهات، وأصبح من الضروري نقلها إلى موقع آخر، ومع هذا تفاجأنا بموقع أسواق الماشية التي زادت المشكلة تعقيدا، فمن المصلحة العامة أن ينقل المردم والسوق إلى مكان آخر.
المَزارع لم تسلم من الأذى
المُزارع محمد القطيمي أكد ل(الجزيرة) أن أنواعا مختلفة من النفايات تتطاير من المردم وبفعل الرياح تصل إلى مزرعته، وقال: في ساعات الصباح الأولى نعاني كثيرا من الروائح الكريهة جدا التي تصل إلينا من مردم النفايات بسبب تجميع النفايات حتى يتم فرزها من قبل المؤسسة التي تدير العمل في المردم، ونقلنا شكوانا إلى المسؤولين في البلدية الذين أبدوا تجاوبا طيبا ووعدونا بنقله إلى موقع آخر، ومع الأسف فهناك بطء واضح في حل المشكلة.
المُزارع عبدالرحمن الفوزان كان من ضمن المواطنين المتضررين بسبب ما يصدره المردم من روائح، إذ قال: نطالب بضرورة البحث عن أماكن بديلة عن الموقع الحالي، حيث إن المخططات السكنية زحفت بالقرب من المردم وأصبحت المسافة بينه وبين أقرب مخطط لا تتعدى ثلاثة كيلومترات، وكلنا نأمل من بلدية عنيزة أن تكون مراعية لمثل هذه القضايا قبل استفحالها وقبل أن تلحق الضرر بصحة الفرد والمجتمع، فهذه المشكلة ليست وليدة اليوم والأمس وإنما هي مشكلة منذ عدة سنوات.
بينما ذكر المواطن تركي المطيري أن الروائح مشكلة خاصة مع قدوم الهواء من قبل المردم باتجاه المساكن والاستراحات.. هذه الرياح تحمل معها الروائح الكريهة وأيضا تساهم في انتشار الحشرات خاصة الذباب في فصل الصيف؛ لهذا نطالب مرة أخرى بأن ينظر بعين الاعتبار إلى هذه المشكلة حيث إن هذا المردم يساهم في تلوث البيئة في الوقت الذي تنادي فيه الدولة - رعاها الله - بكل أجهزتها بأهمية المحافظة على البيئة، والمواطن يعي هذه الدعوة ويساهم في نشرها، إلا أن المردم وما يسببه يدل على عكس ذلك.
وفي المسطحات الخضراء التي تعتبر أهم شريط سياحي في المحافظة التقينا عددا من المتنزهين الذين أبدوا وجهة نظرهم في المشكلة، حيث تحدث علي المنصور مؤكدا أن المتنزهين في المسطحات الخضراء التي لا تبعد عن المردم سوى أقل من ألفي متر يعانون في بعض الأوقات من روائح المردم خاصة فصل الصيف، وفي هذا حرمان لكثير من المتنزهين من الاستفادة من الشريط السياحي والبحث عن مواقع أخرى للتنزه.. قائلا: نحن نطالب بأن ينقل المردم إلى موقع مناسب، ويجب أن يكون بعيدا وتتوافر فيه الشروط اللازمة لإقامته.
كما يقول علي الصيخان إنه من الضروري العمل على نقل المردم الذي أصبح موقعه محاطا بالكثير من المزارع والاستراحات ومركز التنشيط السياحي، ومن غير المعقول أن تكون أهم المواقع السياحية عرضة للتشويه، وأن يكون قريبا منها مكان تجمع فيه نفايات المحافظة.
ومن محافظة الرس تحدث حمد الخربوش مستغربا أن يكون مردم النفايات في هذه المنطقة السياحية المهمة؛ فالجنوب الغربي من عنيزة يعد من أهم المواقع السياحية وتتجمع فيه العديد من المتنزهات والمنتجعات السياحية التي يرتادها الكثير من الزوار من عنيزة وخارجها، وتشهد خلال فترة الصيف كثافة عالية من البشر، وفي أحد الأيام ونحن نستمتع بالجلوس في المسطحات الخضراء تفاجأنا بانبعاث روائح كريهة جدا، وعند استفسارنا من بعض الأصدقاء في عنيزة أفادونا بأن مصدر تلك الروائح مردم النفايات الذي لا يبعد كثيرا عن مكان جلوسنا.
سوق الماشية
من جهته أكد محمد الرويضان أن هناك موقعا في المردم تم تخصيصه لمخلفات سوق الماشية من الحيوانات النافقة وأحشاء ما ذبح منها وكذلك مخلفات الصرف الصحي للسوق كالدم وبقايا اللحوم والشحوم، حيث لا يوجد في السوق شبكة صرف صحي، إضافة إلى عدم توافر آلية لفلترة الصرف الصحي للمسلخ. ومع تكدس المخلفات تكونت طبقة من مواد تشبه الزيوت قد تسبب آثارا بيئية وصحية ضارة بالصحة العامة، كما أنها تساهم في انبعاث روائح كريهة جدا.. ونستغرب كيف تم إنشاء سوق الماشية بدون شبكة صرف صحي رغم أن السوق يضم مسلخا كبيرا هو الوحيد المصرح له بالذبح في عنيزة.
عمليات فرز ودفن النفايات سبب الروائح
وللتعرف على المزيد من التفاصيل التقينا بمالك المؤسسة التي تعمل في المردم السيد أحمد روزي صاحب مؤسسة تعمل منذ عدة سنوات في مجال إعادة التدوير والاستفادة من النفايات منذ سبع سنوات، وهي أول مؤسسة تعمل في هذا المجال في منطقة القصيم بشكل استثماري، الذي بدأ حديثه قائلا: استلمنا الموقع وأضفنا منشآت جديدة تمثلت في هناكر للمستودعات مع توفير مكابس وآليات لنقل النفايات وأيد عاملة، وفي بداية عملنا تأكد لنا أن الموقع غير مناسب لعدة أسباب أهمها مرور سنين طويلة على إقامته، وقربه من مواقع ومراكز سياحية ومزارع واستراحات استثمارية تقع على الطريق الدائري الجنوبي، وبجهود من المحافظة والبلدية تمت الموافقة على نقل المردم إلى موقع آخر يكون أكثر ملاءمة، وبقيت موافقة الجهات العليا ذات العلاقة.
وعن الأسباب التي تؤدي إلى انبعاث روائح كريهة ذكر السيد أحمد أن فترة العمل تبدأ من الساعة السادسة صباحا حتى الخامسة عصرا يتخللها عملية الفرز ودفن المخلفات، وفي الفترة المسائية تصل الدفعة الثانية وتدفن صباحا؛ ما يؤدي إلى تجمع المخلفات وبقايا النفايات لعدة ساعات، وهذا يسبب انبعاث الروائح وانتشارها، إضافة إلى منع الطريقة المستخدمة قديما وهي حرق النفايات؛ لما تسببه من أضرار بيئية وصحية.



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved