Al Jazirah NewsPaper Tuesday  05/12/2006G Issue 12486الاقتصاديةالثلاثاء 14 ذو القعدة 1427 هـ  05 ديسمبر2006 م   العدد  12486
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

دوليات

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

القوى العاملة

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

الطبية

مدارات شعبية

زمان الجزيرة

الأخيــرة

في مواجهة سيل الإرجاف
السوق السعودي أضحى أكثر إغراءً من الوول ستريت

* الرياض - عبد الله البديوي:
بين الفينة والأخرى يخرج لمتابعي البرامج الاقتصادية على الشاشة (البرامج المختصة بسوق الأسهم السعودي) طائفة من المحللين الاقتصاديين (أو مدعي ذلك) ليتشدقوا بكلام لا نهاية له عن وضع السوق السعودي وشركاته، واصفين السوق بالفقاعة وبالتضخم وأنه كالفقاعة التي يجب أن تنفجر، اختلفوا في الوضع العادل للسوق ونقاط المؤشر المعقولة، فمنهم من يقول: يجب أن يصل المؤشر إلى 3000 نقطة لتكون مكررات الأرباح معقولة، ومنهم من توقع وصوله إلى أدنى من ذلك ليعود كما بدأ طفرته عند 2500 نقطة...
هذا الأمر سبب إشكالاً لدى كثير من المتداولين الذين لم يتعايشوا مع الأسواق المالية العالمية ولا يعرفون مكنوناتها، كما ولد لدى المتداولين قليلي الخبرة حالة من الذعر والخوف من وصول المؤشر لتلك الأرقام، ورهبة أكبر من كون تلك الأرقام هي الأرقام العادلة للسوق بناءً على التحليل المالي ومكررات الأرباح المتضخمة حالياً في نظر هواة الإرجاف.
أيها المرجفون.. مؤشرنا 8000
نقطة لا 20000 نقطة؟
عندما نستمع لبعض محللي التحليل الأساسي والمالي من هواة الإرجاف نشعر أن أحدهم يحلل بناءً على معطيات السوق نهاية عام 2005 أو بداية 2006 ، عندما كان المؤشر فوق الـ18 والـ19 والـ20 نقطة وكانت شركات العوائد لدينا تتداول بمكررات تفوق الثلاثين والأربعين والخمسين أيضاً، هذا بالنسبة للعوائد، أما شركات المضاربة فكانت مكرراتها تتجاوز المئات!
ولكن هل يعلم هذا المحلل القدير أن مكرر الربح يتغير بتغير السعر ولا يبقى كما هو؟ وهل يعلم أيضاً أن معظم الشركات لدينا فقدت 70% أو أكثر من سعرها السابق، مما يعني انخفاض مكررها بتلك النسبة.
أسعار شركاتنا الاستثمارية (استثمارية)
بالنظر إلى التحليل المالي والأساسي للسوق السعودي في الوقت الحالي نجد أن غالب شركات العوائد لدينا نزلت لأسعار مغرية استثمارياً، يدعم ذلك نزول مكرراتها ومضاعفاتها الدفترية لمناطق آمنة ومغرية للمستثمرين، ولا سيما أن أغلب شركات العوائد سجلت في السنوات الأخيرة نسب نمو رائعة قلما تجدها في الأسواق العالمية.
وبنظرة سريعة لمكررات أرباح شركات العوائد لدينا نجد أن سابك اليوم وهي قائدة السوق تتداول بمكرر ربح 13 مرة، والاتصالات تتداول بمكرر 13.5 بينما نجد شركات الصناعة المتوسطة المعروفة بنموها كسافكو والمجموعة وصافولا والتصنيع وغيرها الكثير تقبع مكرراتها بين 12و 16 مرة.
أما القطاع البنكي الذي سجل في السنتين الأخيرتين نسب نمو هائلة، تتداول شركاته بمكررات بين 7 و17مرة, وعند النظر لقطاع الأسمنت نجد أسعار شركاته تتداول بمكررات ربح بين الـ12 والـ16, ولا يخلو قطاع الخدمات من شركات وصلت أسعارها لأرقام مغرية مالياً، نضرب مثالاً لذلك بسهم البحري الذي يتداول بمكرر 12!.
مقارنة السوق السعودي
بالأسواق العالمية..
من أهم المبادئ التي ارتكز عليها
المرجفون في وصفهم لسوق الأسهم السعودي بالمتضخم، مقارنته بغيره من الأسواق العالمية وأسواق المنطقة.. فتجد أحدهم يصف المكررات عندنا بأنها أضعاف مكررات السوق الأمريكي، والآخر يقول: مضاعفات القيم الدفترية متضخمة لدينا إذا قارنها بسوق دبي.. وهكذا دواليك.
ورغم أن سوقنا السعودي يعد من الأسواق الناشئة المعروفة بسرعة نمو شركاتها وتوسعها، إلا أنه لا مانع لدينا بمقارنة وضع شركات العوائد لدينا بمثيلاتها في الأسواق العالمية.
نظرة للأسواق العالمية
لنلقي نظرة سريعة على مؤشر الداو جونز (مؤشر لقياس مجموعة من أكبر الشركات الأمريكية) نجد أن شركاته تتداول بمكررات بين ال10 وال50؟ ف(كوكا كولا) مثلاً تتداول بمكرر 18.5 ، و(انتل) مكررها 19.3 ، و(جنرال اليكتريك) يبلغ مكرر ربحها 16 وهذا مقارب لوضع الشركات لدينا، إن لم تكن غالب شركاتنا الاستثمارية في وضع مالي أكثر إغراءً منها ولم يقل أحد من الخبراء أن الداو جونز متضخم، فلماذا قلب الحقائق وخلط الأوراق ومحاكمة السوق السعودي بماضيه المتضخم بعيداً عن واقعه المغري؟
أما المؤشر الأمريكي (الناسداك)، والذي يضم بين طياته أكثر من ثلاثة آلاف شركة فيضم مكررات متنوعة نظراً لكثرة الشركات فيه، وإن كانت الشركات الاستثمارية المميزة فيه تتراوح مكرراتها بين 8 والـ35 .
وبنظرة على بعض أسواق المنطقة، نجد أن (سوق الدوحة للأوراق المالية) يتداول بمكرر 15.4 ، وهو نفس المكرر تقريباً الذي يتداول به سوق دبي ، يقل عنهما قليلاً متوسط مكررات شركات السوق الكويتي.
والمقارنة تثبت أن أسهم العوائد لدينا قريبة من متوسطات مكررات أرباح أسواق الخليج، ولم يقل أحد عن سوق الدوحة أو دبي أنهما أسواق متضخمة بالشكل الذي قيل عن السوق السعودي؟
أضف على ما سبق أننا لا نضع في حسبان المقارنة مسألة النمو والتوسع في الشركات، وأدنى مراجعة لأرباح شركاتنا في الثلاث سنوات الأخيرة، تظهر وبوضوح وبثقة أن نمو شركاتنا مميز جداً.
بيشة والأسماك
حينما يضرب المرجفون الأمثلة على التضخم السوقي لدينا يتجاوزون شركة سابك أو الاتصالات وغيرهما من أسهم العوائد، ويستحضرون أمثلة لشركات المضاربة كالأسماك وبيشة وغيرهما.
ولا شك أن الجميع متفق على أن هناك مجموعة كبيرة من أسهم المضاربة في السوق السعودي متضخمة سوقياً، وبعضها وصل مكرر أرباحه أرقاماً غير منطقية وغير مقبولة استثمارياً.
ولا يمكن تشجيع أمر كهذا أو مباركة استمراره، ولكنها طبيعة الأسواق المالية، لا يخلو أي سوق يتميز بالسيولة العالية من المضاربة، والمضاربة لا بد أن تولد التضخم. ويمكن الاستشهاد بأحد أكبر المؤشرات العالمية (الناسداك) الذي يضم أكثر من 3000 شركة تحت مؤشره.. حيث يوجد في الناسداك أكثر من 200 شركة تجاوزت مكرراتها الستين، بل إن كثيراً منها تجاوز المائة، بل إن هناك شركات مثل RFMI وECIP وغيرها تجاوزت مكرراتها الألف!
كلّنا نتفق أن هذا الشيء غير صحي استثمارياً، ولكن أن تصف سوقاً كاملاً بالتضخم بسبب مجموعة من شركات المضاربة فيه استناداً إلى حكم الماضي أو تبعات الحاضر فهذا أيضاً أمر غير صحي، لأنه إن كان ذلك صحيحاً فالناسداك بلغ التضخم فيه مبلغه! قد تكون المشكلة ثقافة استثمارية أو جانب كبير منها كذلك بالتوسع نحو وضع البيض كلّه في سلة الأسهم لشرائح كبيرة في السوق!!
2500 نقطة!!
يقول بعض المرجفين: إن مستوى السوق الطبيعي هو ما كان عليه قبل ست سنوات، وذلك بعودته إلى 2500 نقطة وما حولها!! والمثير في الأمر أن يصدر هذا القول من محلل يدعي المعرفة بالقوائم المالية؟ ذلك أن أي مطلع على مجرى السوق خلال الخمس سنوات الأخيرة يعلم علم اليقين ما حصل للشركات من نمو حقيقي لأرباحها وتوسع كبير في رؤوس أموالها.
ألا يعلم أولئك أن أرباح سابك عام 2001 عندما كانت أسعارها قريبة من 200 ريال قبل التجزئة (40 ريالاً بعد التجزئة) بلغت 1782 مليون ريال.
هذه السنة يتوقع أن تحقق سابك أرباحاً تقرب من 20000 مليون ريال.
أي أن أرباحها نمت بهذه السنوات الخمس أكثر من 1200% فهل من المعقول أن يكون سعرها الآن بأرباحها الـ20 ملياراً كسعرها عندما كانت تحقق المليارين حتى تكون أسعاراً مقبولة!!
وبنظرة على الراجحي فقد حقق عام 2001 أرباحاً بلغت 1542 مليون ريال، بينما يتوقع أن يحقق هذه السنة أرباحاً تفوق ال7 مليارات ريال.
وليست شركتا الراجحي وسابك هما المنفردتان بهذا النمو، وما عليك سوى أن تراجع أرباح شركات العوائد لدينا لتجد النمو الكبير والكبير جداً في أرباحها خلال هذه السنين الخمس الأخيرة.
ما طار سهم وارتفع!!
كثير من المحللين عزا ما يحدث من هبوط حاد بالسوق إلى أنه دورة اقتصادية انتهت الموجة الصاعدة الحادة، وابتدأت الموجة الهابطة الحادة التي سيكون طولها بحجم الموجة الصاعدة، أي أن المؤشر سيعود لقرابة 2000 نقطة!
وقد تحدثنا سابقاً عن النمو الحقيقي الذي صاحب شركاتنا في السنوات الأخيرة ولن نعيد الحديث فيه... ولكن لو كان هذا التحليل السهل بنظرية ارتفاع الطير ونزوله صحيحاً لتوجب على نصف أسواق العالم التي ارتفعت 100% و200% وأكثر أن تصحح كسوقنا، ولتوجب على المستثمرين في البرازيل والأرجنتين والهند والمكسيك وغيرها من الدول التي ارتفعت أسواقها في الفترة السابقة أن يخرجوا لأن أسواقهم باتت في مرحلة خاطئة استثمارياً!!
كلمة أخيرة:
لم أسع في هذا التقرير المختصر تحديد المستويات أو المناطق العادلة في هذا التي يجب على المؤشر الوصول إليها، فأسواق المال في أنحاء العالم تخضع لتقلبات وموجات عديدة لا تحكمها المقاييس في بعض الأحيان.



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved