Al Jazirah NewsPaper Wednesday  06/12/2006G Issue 12487الرأيالاربعاء 15 ذو القعدة 1427 هـ  06 ديسمبر2006 م   العدد  12487
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

فـن

استراحة

الثقافية

دوليات

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

زمان الجزيرة

الأخيــرة

تجربتي مع الموت
علي بن زيد القرون / حوطة بني تميم

استلقيت على فراشي، وكان النوم يداعب أجفاني، وفجأة أحسست أن كل عضلة في جسمي تنتفض، فنهضت فزعا، وقد سيطر على تفكيري إنني إن أغمضت عيني فلن أستطيع فتحهما مرة أخرى، حيث بدا لي لوهلة أنني سأموت، فأحسست بالظمأ، وخشيت الموت وأنا ظمآن، فتناولت كأساً من الماء بجانبي فشربته بتلذذ، وقد أحسست أنه آخر كأس ماء سيدخل جوفي في هذه الحياة الفانية، فاستعذت بالله من الشيطان الرجيم، فهدأت نفسي وشيئا فشيئا وجدت نفسي قد استغرقت في نوم عميق، لم يقطعه سوى صوت نديّ يصدح بأذان الفجر، فنهضت وسحبت بعمق هواء رطبا إلى صدري، لأدرك أنني ما أزال على قيد الحياة، ولكن يظل لكل شيء نهاية، مهما طالت الحياة ف:

كل ابن أنثى وإن طالت سلامته

يوماً على آلة حدباء محمول

هذه التجربة مررت بها قبل سنوات، وأتذكرها من حين لآخر، كلما قيل لي: إن فلاناً من الناس قد توفي أو مررت على صفحة الوفيات بجريدة الجزيرة، حيث أحس حينها أن الموت أقرب للإنسان من حبل الوريد، فكيف ينساه أو يتناساه وهو يرافقه أينما ارتحل، بل ولا يخشاه فنراه يظلم ويقتل ويسرق ويزني ويعق والديه، ومن جبروت بعضهم من الناس أن يتذكر كل من أساء إليه حتى ولو بكلمة إلا أنه يتذكر الموت حتى وهو يرى ميتاً أمامه:

غيرت موضع مرقدي ليلاً ففارقني

السكون فبربك أول ليلة في القبر كيف أكون

بل وغريب أمرنا نحن البشر، نرى قطار الموت يحمل أحبابنا واحداً بعد الآخر، فنبكيهم بضعة أيام، ثم نعود إلى حياتنا، وكأن شيئا لم يكن، أذكر أنني ذهبت لأعزي أحدهم في والدته، فرأيته يبكي بكاء حارا، حتى اعتقدت أنه سيموت من شدة البكاء، وبعد بضعة أشهر جمعني به مجلس فألقى أحدهم طرفة، فرأيته يضحك بشدة حتى اعتقدت أنه سيموت من شدة الضحك، فقلت سبحانك ربي، تقلب القلوب كيف تشاء.

تساؤل

هل ستطول بي الحياة لأرى ما كتبته يدي وهو يحتل مساحة في هذه الجريدة، أم أن ساعة المنون ستكون أسبق، وسأكون في ظلمة القبر.

يقول:

(ودي أموت اليوم وأعيش باكر
وأشوف منهو بعد موتي فقدني
ومنهو حملني لين ذيك المقابر
وأشكر كل من كرمني ودفني
شخص تعنا لي مع أنه مسافر
وشخص قريب للأسف ما ذكرني
ومنهو يرتب غرفتي والدفاتر
وان شاف صورتي.. صاح وحضني).




نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved