Al Jazirah NewsPaper Wednesday  20/12/2006G Issue 12501مقـالاتالاربعاء 29 ذو القعدة 1427 هـ  20 ديسمبر2006 م   العدد  12501
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

فـن

الثقافية

دوليات

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

تغطية خاصة

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

مدارات شعبية

زمان الجزيرة

الأخيــرة

بلا تردد
الضرب في الميت (غباء)..!!
هدى بنت فهد المعجل

قد أكون أسترجع هذا الحدث من ذاكرة الطفولة المثقوب نصفها.. وربما هي أضغاث أحلام بيضاء صورها لي خيال الطفولة حقيقة ماثلة أمامي بشخوصها، وحبكتها الدرامية..!!
لا أدري بالضبط..!!
كل ما أعرفه أننا كنّا في رحلة بريّة (كشتة أيام زمان).. ومخيمات قد نصبت للنساء وأخرى للرجال بعيدة نسبياً.. فكان أن تجرأ ثعبان أسود، طويل القامة على مخيم النساء دون مراعاة لحرمة المكان، أو متعة الزمان..!!
رأته بعض النسوة وثلة من الفتيات فأخذن في الصراخ، ورفع الصوت به حيث حملت الريح الصراخ إلى مخيم الرجال.. صوت أخافهم، أرعب الرجال، فأتوا نحو مصدره ظناً أن في الأمر لصا متسللا..!!
أدركوا أن الشقي ثعبان جسور، وليس لصا جريئا..!! امتدت يد أحدهم نحو (عجرا)، سلاح البدو، كانت مع آخر.. ضرب الثعبان بها، بالعجرا عدة ضربات موجعة على ظهره وذيله وهامة رأسه حتى نفق ومات. أبعد عن المخيم، ومخيم النساء خاصة.
ذهب الرجال وعلامات التعجب تسبقهم إلى مخيمهم، بينما انشغلت النساء كلٌّ بدورها في الرحلة.. عجوز كفيفة كانت ضمن نساء الرحلة انتهزت انشغالهن، فتحسست الأرض حتى عثرت على عصا أخذت تتوكأ بها وتتلمس مكان إلقاء الثعبان.. ما إن عثرت عليه حتى أجهزت على جثته، كأنما تسترجع بطولات مارستها في شبابها، أو عقدة ضعف ظهرت على كبر والضحية ثعبان نافق - ميت..!!
فهل عقدة ضعف الفرد في ماضي حياته حينما تظهر متأخرة على السطح يكون الضحية شخصا ميتا، أو ثعبانا نافقا؟!
وهل لابد أن يكون ميتاً بدنياً؟ أم موت الحس يفي بالغرض؟؟؟!!
تلك العجوز مضى بها العمر ولن تضطر إلى عيادة طبيب نفسي يكشف ما توارى خلف ذهن مشروخ.. ولكنها رمز لكل من يجد في الضعفاء، موتى البدن والحس وجبة دسمة يتلذذ بها..!!
المبتلى بشلل تام، أو نصفي هل يشعر بوخز الإبرة في كيانه المشلول، أو جزء منه..؟؟؟!!
وهل نشبهه بمن يمتلك الحس ولكنه لا يتأثر به، أو يتعامل كميت الضمير ومعدمه..؟؟؟!!
موت الحس كموت القلب.. أصحاب هذا الوضع ضربهم بسياط اللسان.. واستدرار عطفهم، وإحساسهم ومشاعرهم غباء.. لا ينجب سوى ضياع الوقت وهدره معهم.. وأن هناك من هم أحق به منهم..!!
إذاً نحن أمام عدة حالات بشرية مؤلمة..!!
موت الحس.. ومواصلة ضرب من مات حسهم، عن غباء..!!
عقدة التسلط على الضعفاء والمعدمين نتيجة ترسبات حياة مضت، يترتب عليها موت حس من استمر التسلط عليه، فأصبح بدلاً من أن يبكي عند التسلط عليه يضحك ملء شدقيه !! فهل يواصل التسلط عليه أم ينتقل منه إلى شخصية أخرى يرتب سلب الحس منها، وهكذا..؟؟!!
الضرب في الميت غباء... كما وأن الطعن في الميت حرام.. وأجده جبناً مركباً.. فمن مات، مات ووورى جثمانه في الثرى.. ما المكتسبات التي سنحصل عليها حتى نتولى طعنه بعد موته، وسلخ جلد سيرته، وما مضى من حياته البيضاء أو السوداء سواد العباءة وخيام البدو، وأشد.؟
هو ليس حراماً فقط.. بل غباءٌ، وجبن كما قلت..!!
وإن طعن في حياته، واستمر فيما هو عليه ولم يبالِ بالطعن، فمواصلة طعنه غباء مركب.. لأن الحس لديه قد مات..!!
موت الحس مادياً، وموته معنوياً سيان.. وهو ما لم تدركه عجوز مخيم النساء عندما قاومت ذهاب بصرها، وسارت باتجاه الثعبان الميت تقطع جسده المعدم حسياً بعصاها..!!
إضاءة خافتة:
- كلما رتبت مع الشهيق موعداً، لوثوا الهواء...!
- أفهم الغياب، وأحنُّ إلى صدره كلما التهب ذهني من سياط الحياةِ.. وما أكثر ما يلتهب..
- تمكن منّا التعب حتى تورمت رئة الصبر.. وما زال الأمل يحاول تطبيبها.
- ليس البناء.. كالهدم!! كالترميم

ص ب 10919- الدمام 31443


hfm4hfm5@hotmail.com



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved