Al Jazirah NewsPaper Wednesday  20/12/2006G Issue 12501الرأيالاربعاء 29 ذو القعدة 1427 هـ  20 ديسمبر2006 م   العدد  12501
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

فـن

الثقافية

دوليات

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

تغطية خاصة

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

مدارات شعبية

زمان الجزيرة

الأخيــرة

المفرقعات ذلك الداء الخطير
صالح بن عبدالله الحمد / الرياض

تزداد تلك المفرقعات تواجداً في مواسم خاصة لشهر رمضان المبارك وعيدي الفطر والأضحى المباركين وتكون مبشرة جداً في كل مكان في البقالات والشوارع وتصبح متوفرة لكل من هبَّ ودب وتجد أولئك الأطفال والشباب بل وبعض الشيوخ للأسف يقومون بإطلاقها كيفما اتفق دونما مراعاة للوقت والجار وتواجد الناس. إنني أتساءل كما يتساءل غيري عن تواجد هذه المفرقعات في بلادنا، وهل أصبحت فعلاً للتسلية؟ وهل تكون التسلية على أعصاب الناس من مصلين وكبار سن ومرضى وحتى جالسين في منازلهم اعتيادياً أو مارين بالشوارع، إنني أستغرب هذا السكوت عن هذه المعضلة الكبرى التي غزت بلادنا من كل فج، وأتساءل أكثر: من المسؤول تحديداً عن ذلك؟ هل هي الجمارك التي تفسخ تلك الحمولات بالأطنان أم خفر السواحل والموانئ والتي ربما تهرب إلى داخل المملكة أم الأمن على مختلف فئاته أم البائعون أم المواطن نفسه الذي يتباهى بالإسراف والتبذير وكأنما ما يقوم به حاجة مهمة في حياته اليومية، لأعود وأركز كثيراً على البائعين فهم السوسة الحمراء في هذا المجال التي تنخر جيوب الناس وصحتهم وعقولهم ومهما يكن فالمسؤولية الأولى تقع عليهم فالمستورد لو لم يجد من يشتري فلن يستورد ولتراكمت لديه بضاعته وخسر وما استطاع إحضارها مرة أخرى لكن هؤلاء البائعون الذين للأسف همهم الربح وبأي وسيلة دونما النظر إلى مصدر رزقهم هل هو حلال أم حرام، إنني أعرف أناساً وللأسف الشديد تجدهم يفعلون الخير في طرق شتى لكنهم يبيعون هذه المفرقعات و لم يعلموا أن ما يقومون به حرام واضح الحرمة، أليس ما يقومون به إيذاء للناس في صلاتهم وفي منازلهم بل وفي شوارعهم؟ أليس ما يقومون به إيذاء كبير للمرضى وكبار السن؟ أين حق المسلم على المسلم؟ أين الابتعاد عن الإسراف والتبذير؟ أين الابتعاد عن الشبهات؟ إنني أستغرب والله العظيم من أناس يحرمون أشياء بسيطة جدا ويحللون إيذاء إخوانهم المسلمين بأي شكل والهدف هو جمع المال بأي طريقة.. ألا يعرفون أنهم سيسألون من أين جمعوا هذا المال؟ أما الأمراض الكثيرة التي تولدها هذه المفرقعات حاضرا أو مستقبلاً كالإصابات المختلفة التي ربما تقضي على أحد أعضاء الجسم إلى الأبد من عين وأذن ويد وخلاف ذلك وسجلات المستشفيات خير شاهد على ذلك، أما عن أضرارها مستقبلاً فهي: الصمم، فقدان حاسة الشم، ضعف البصر، التأثير على الجهاز التنفسي، زيادة الحساسيات المختلفة في الجسم، إضافة إلى هدرها للاقتصاد الوطني ودخولها في مجال الإسراف الواضح الذي نهى الله سبحانه وتعالى عنه {وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} فضلاً عن هذا كله فإنها تساهم في أذى المسلمين كما ذكرت في الوقت الذي أوضح فيه صلى الله عليه وسلم أن المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده). إن هذه الألعاب والمفرقعات النارية تساهم مساهمة كبيرة في إزعاج المرضى والمسنين والمصلين في دور العبادة والقاطنين في منازلهم طلباً للراحة والهدوء بل إن الأطفال الذين يمارسونها هم أشد المتضررين من ذلك ولكنهم لا يفقهون.
إن مساهمة هذه المفرقعات في تردي أحوال البيئة واضحة جداً وخطر عظيم وبضاعة هذه أضرارها وما تلحقه بالبلاد والعباد والأفراد من مساوئ كثيرة حري بالمسؤولين كل في مجال اختصاصه الوقوف أمام هذه الظاهرة التي تفشت، وهي كل عام في ازدياد.حقيقة أنا أستغرب مرة أخرى تجاهل بعض الجهات هذه المفرقعات فأين مصلحة الجمارك التي تسمح بدخولها؟ وأين وزارة التجارة والصناعة التي توافق على بيعها لدى التجار؟ وأين رجال الأمن الذين يجوبون الشوارع؟ وأين رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ أليست هذه المفرقعات منكراً ظاهرا؟ ثم أين الدعاة الذين كما نعهدهم يتصدون لكل ظاهرة ولكل منكر مع العلم أن أضرارها عامة وليست خاصة. إننا مطالبون جميعاً بالتصدي لأولئك الذين لا تهمهم مصلحة الأمة ولا مصلحة المسلمين عموماً ولا مصلحة الوطن بل ومصلحة الأمن والأمان الذي هو سمة كبيرة من سمات هذه البلاد بحمد الله والوقوف بحزم وقوة تجاههم ومنع استيراد مثل هذه الألعاب بتاتاً؛ لنقطع بذلك الطريق من أوله، وإذا ما لاحظنا أشياء في الداخل فلنغلق محل البائع ونأخذ عليه التعهدات والغرامات والسجن وإذا لم يكن له محل فالعقوبة تكون عليه أشد لترويجه مثل هذه المخاطر والأضرار. كما أن التربويين عليهم مسؤولية عظيمة تجاه تربية النشء على الابتعاد عن ما يضر بصحة الإنسان المسلم والابتعاد عن أذى الآخرين، وفق الله العاملين المخلصين وهدى الله أولئك البائعين الجشعين وأولئك المشترين المسرفين المؤذين لإخوانهم المسلمين.



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved