Al Jazirah NewsPaper Tuesday  26/12/2006G Issue 12507الرأيالثلاثاء 06 ذو الحجة 1427 هـ  26 ديسمبر2006 م   العدد  12507
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

استراحة

الثقافية

دوليات

متابعة

الغزالي

منوعـات

نوافذ تسويقية

القوى العاملة

الرأي

الركن الخامس

عزيزتـي الجزيرة

مدارات شعبية

وطن ومواطن

زمان الجزيرة

الأخيــرة

أحبهم... ولست منهم..
عبدالله إبراهيم حمد البريدي

احترام وحب القريب أو الصديق أو الجار أو الزميل حباً أخوياً ولله وفي الله شيء جميل وطيب ومرغوب، ولفاعله الأجر بإذن الله تعالى، ولكن هناك من هو أولى وأجدر بحبنا وتقديرنا وتوقيرنا.. فمن هو أو من هم؟

إنهم العلماء، وأعني بهم علماء الشريعة الغراء، العارفين بالأحكام الشرعية والمستفتين في أمور الدين والحياة.

ونحن أمة محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، أولى الأمم بحب علمائها، لأنهم ورثوا رسالة عظيمة أنزلت على خير البرية وعملوا على نشرها.

إن محبة العلماء الربانيين من محبة رسول الله، ومحبة رسول الله وصحابته الكرام ومحبة الصالحين من أمة الإسلام واجبة على كل مسلم ولا خلاف في ذلك, ويتساءل البعض: من هو العالم الرباني؟

ويجيب على هذا التساؤل فضيلة الشيخ الجليل العلامة صالح بن فوزان الفوزان -حفظه الله، وذلك عندما سئل عن العالم الرباني: إن العالم الرباني يتصف بصفتين رئيستين:

الأولى: خشية الله سبحانه وتعالى، ويعمل بعلمه، ويخلص لله عز وجل.

والثانية: أن يربي الناس على الخير، ويتدرج بهم في العلم شيئاً فشيئاً، ولا يلقي العلم على طالبيه جملة واحدة، (انتهى كلام الشيخ صالح حفظه الله).

قال الله تعالى: (وَلَكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ).

وقد قيض الله لهذه الأمة علماء ربانيين لا يسع المجال لذكرهم سواء من علماء السلف أو من علماء هذا العصر، فرحم اللهُ من مات منهم ومتع الله الأحياء منهم بالصحة والعافية وحفظهم ذخراً للإسلام، وقد رأينا كيف كان الأوائل يقدرون ويجلون العلماء والصالحين، ومن شواهد ذلك قول الإمام الشافهي - رحمه الله:

أحب الصالحين ولست منهم
لعلي أن أنال بهم شفاعة
وأكره من تجارته المعاصي
ولو كنا سواء في البضاعة

هذا ما يقوله الشافعي عن الصالحين، وهو من أئمة الإسلام!!

ونرى في الآونة الأخيرة من يقدح في علماء الأمة، وينتقصهم، ولا ينزلهم منازلهم التي أنزلهم إياها وذلك استخلاصاً من الآية الكريمة {شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ...}.

فهم بعد الله جل وعلا وملائكته الكرام في إقرار ألوهية الله سبحانه لأنهم خلفاء الأنبياء برسالتهم.

إن من أجل القربات إلى الله حُب العلماء والصالحين، والدفاع عنهم، والذود عن أعراضهم في كل محفل ومجلس، وتوقيرهم وإجلالهم عند مقابلتهم أو عند الحديث عنهم.

لم لا؟ وقد أفنوا أعمارهم في طلب العلم الشرعي وتحصيله، ثم تدريسه لمن ابتغاه من أبناء الأمة.

خاطبني أحد الأصدقاء قائلاً: إن أجمل وأصدق قبلة قبلت بها رأس رجل بعد والديَّ هي تقبيلي لرأس الشيخ فلان، وسمى شيخاً جليلاً من شيوخ بلادنا العزيزة.. وأردف قائلاً: وغني كما ترى يا عبدالله لست ملتزماً، ولكني أحب هذا الشيخ وله ولغيره من الشيوخ مكانة عظيمة في قلبي.

فأكبرت قول هذا الشاب وفعله، وقلت له مشجعاً: إن فيك الخير العظيم، وبذرتك طيبة، وهذه قربة تؤجر عليها إن شاء الله تعالى.

إن احترام كبار السن واجب علينا من باب قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (ليس منا من لم يرحم صغيرنا ولم يعرف شرف كبيرنا) أو كما قال عليه صلاة الله وسلامه.

فاحترام وتقدير الكبار واجب حتى ولو كان رجلاً عامياً أو أمياً، فكيف إذا كان عالماً فاضلاً له الباع الطويل في تدريس أبناء الأمة وفي التأليف والتصنيف؟

إن الأمة لا تزال بخير ما أجلت وقدرت علماءها، وإن الشر كل الشر في انتقاصهم وعدم إحلالهم المكانة اللائقة بهم، وبغضهم، ولا يبغض العلماء إلا من في نفسه خبث وقانا الله وإياكم خبث النفس.

أما عن الحوار مع العلماء ومناقشتهم فيجب ألا يخلو من ما يسمى بالأدب مع العلماء ويجب أن يُعمل به سواء كان نقاشاً مباشراً أي وجهاً لوجه أو من خلال وسيلة إعلامية.

نحن لا نقول عن علمائنا أنهم منزهون عن الخطأ أو معصومون، لا والذي رفع السماء بلا عمد، بل إنهم بشر يصيبون ويخطئون ولا معصوم إلا رسل الله عليهم الصلاة والسلام.

وليسمح لي القراء الكرام أن أعرج على مسألة مجادلة ومناقشة العلماء ولو قليلاً.

نحن وللأسف لا نستنكر ولا نتعجب ممن يناقش في الأمور الطبية وهو لا يفرق بين كلمتي (فيتامين) و(فيتنام)، ولا نسكت من يتحدث في السياسة وهو لم يصل إليه زوال سور برلين ومعه زوال شرقي المانيا وغربيها وأنها ألمان واحدة!!

بينما لا نعجب ممن يجادل في الأمور الشرعية وليس مؤكداً حفظه لجزء أو جزئين من القرآن الكريم وبالكاد يذكر خمسة أحاديث أو أقل أو أكثر قليلاً من أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم!!

ويجادل مّنْ؟ إنه يجادل شيخاً جليلاً أفنى عمره في دراسة العلوم الشرعية وتدريسها، وألف عشرات الكتب التي لو جمعناها ووقف عندها عملاق من البشر لأصبح قزماً، فكيف بالقزم إن تطاول معها؟؟

إني أردد دوماً ومن باب المحبة والدفاع عن كل عالم رباني جليل قول الشاعر:

أقلوا عليهم لا أبا لأبيكم

من اللوم أو سدوا المكان الذي سدوا

أسأل الله العلي العظيم أن يحفظ لنا ولاة أمرنا، وعلماءنا الكرام، وأن يرزقنا محبتهم وتوقيرهم.

وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه.


al-boraidi@hotmail.com


نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved