Al Jazirah NewsPaper Wednesday  10/01/2007 G Issue 12522
مقـالات
الاربعاء 21 ذو الحجة 1427   العدد  12522
العيد وأمراؤنا وعلماؤنا
د. عبدالعزيز بن عبدالرحمن الثنيان(*)

جاء ابني بهذه الصحيفة وتلك وقال: انظر يا والدي لهذه الصورة وتلك وتأمل هذه المواقف ألا تستحق منك مقالاً؟ أليس هذا تقديراً للعلم والعلماء؟ أليس هذا درساً لنا جميعاً؟ فهذه صورة تجمع سماحة المفتي بالأمير مقرن بن عبدالعزيز يوم عرفة يوم الحج الأكبر اليوم الذي اختفت فيه المظاهر وليس فيه إلا الأردية البيضاء رمز الوحدة والمحبة ورمز التجرد من الدنيا.. ألسنة ذاكرة وقلوب واجلة وعيون دامعة.. ها هو الأمير مقرن يقبل رأس المفتي أمام العالم أجمع ويؤكد مكانة العلماء في نفوس القادة.. إن هذا المشهد يحكي أخلاق أمرائنا، فهم يحترمون العلم والشرع، فالمملكة دولة الإسلام وحصنه وراعية الدين وخادمته وذاك الأمير سلمان بن عبدالعزيز في تلك الصورة الأخرى يزور رئيس هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ إبراهيم الغيث في منزله يوم العيد للتهنئة والسلام.. إن تلك القبلة وتلك الزيارة تمثلان رسالتين من ولاة الأمر في بلادنا العزيزة بأنهم يجلّون العلم وحملته ويخدمون الدين ويقدرون رجاله وأنهم يرعون المؤسسات الدينية ويجلّون رجالها ويسيرون وفق منهج أسلافهم الأوائل من مئات السنين.. إن خدمة الدين وتقدير رجاله هو منهج حكامنا، فلهم أجزل الدعاء على هذه المواقف ذات الدلالات الهادفة.. وهذا ما يجب أن يتربى عليه أبناؤنا ومجتمعنا من تقدير العلماء واحترامهم وليس التطاول على تلك الرموز والنيل من تلك المؤسسات الدينية.. إن هذه الأخلاق وهذه التصرفات تزيد ولاة الأمر رفعة وتقديراً وهي رسائل ناطقة لتلك الأقلام المريضة التي تحاول النيل من علمائنا وتجريح مؤسساتنا الدينية.. إن كفوا عن الحديث فردنا هو هذا التجسيد العملي لمكانتهم.

(*)عضو مجلس الشورى


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد