Al Jazirah NewsPaper Saturday  27/01/2007 G Issue 12539
رأي الجزيرة
السبت 08 محرم 1428   العدد  12539
من نثر الملح بالحقل؟

عادت قلاقل التأزم اللبناني إلى الشوارع منطلقة هذه المرة من محراب الجامعة العربية في بيروت، بعد أن نجح التحرك السعودي وقناة الاتصال التي فتحها مع القيادة الإيرانية في لجم جماح عناصر المعارضة وإعادة انتشارهم من ميدان الفوضى وانقلاب الشارع الذي تسعى أقطاب المعارضة بقيادة حزب الله إلى تنفيذه ضد الحكومة الشرعية للبنان، وجاء هذا التحول المفاجئ من الهدوء النسبي الذي نجح الحريصون على سلامة لبنان في تنفيذه إلى اضطرابات الجامعة التي امتدت بعد ذلك إلى شوارع بيروت، ما دعا الجيش اللبناني إلى فرض حظر التجوال في شوارع العاصمة ليلاً. جاء هذا التحول وهذه الانتكاسة لتطرح أسئلة جديدة حول الوضع اللبناني وما يعد له من قبل بعض الأطراف سواء داخل لبنان أوخارجه، ولتؤكد أن هناك طابورا خامسا يلعب في الساحة اللبنانية طليقاً، وينثر الملح في الحقول ليفسد محصول الجهود التي تبذل من حين لآخر من أجل لبنان واستقراره، ما ينذر بالخطر في آخر الأحداث مااستجد من عودة ظاهرة القناصين المجهولين الذين ما أن اندلعت الأزمة وبدأت المواجهات حتى أخذوا يطلقون الرصاص المجهول المصدر في محاولة لتنفيذ الأجندة التآمرية لضرب اللبنانيين ببعضهم البعض، وترسخ لغة الرصاص بينهم. ما يحتم على اللبنانيين المزيد من الحذر والحيطة مستقبلاً حول وضعهم الأمني ومايعانيه من اختراق من قبل بعض الأطراف التي تجد في قضية لبنان وفي هذه الظروف أرضية خصبة لتنفيذ أهدافها وأجنداتها الخاصة، وأول هذه الاطراف اسرائيل وأجهزتها الاستخباراتية التي تسرح وتمرح مع غيرها من الأجهزة الاستخباراتية الأجنبية.

ما يحصل في لبنان وإن كان في ظاهره شأنا لبنانيا إلا أنه لا يمكن أن يؤخذ بمعزل عن ما يجري في المنطقة العربية ككل من احتقانات وسخونة سياسية وأمنية بدءاً من القضية الفلسطينية التي تتلاعب إسرائيل من خلالها بحقوق الشعب الفلسطيني مروراً بالعراق وثقافة القتل الجماعي التي تعيث به، وانتهاءً بالوضع العربي والاقليمي بشكل عام ومايعانيه من ارتباك. ومخاض سياسي في ظل أحادية قطبية تدير دفتها الولايات المتحدة الأمريكية بشكل منفرد وترسم من خلالها مشاريع تغيير المنطقة وإعادة تشكيلها من جديد إلا أن لبنان وبحساسيته الطائفية وفسيفسائه المذهبية يظل رقماً صعباً على القسمة السياسية التي إن أدخل في معادلاتها فلن يخرج عنه إلا نتيجة جديدة ومكررة من الوضع العراقي ومآسيه التي بدأت بالادعاء والتحرير الديمقراطي وانتهت إلى الفوضى.

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS

تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد