Al Jazirah NewsPaper Saturday  27/01/2007 G Issue 12539
عزيزتـي الجزيرة
السبت 08 محرم 1428   العدد  12539
إلى الدعاة : كونوا القدوة ولا تحجوا كل عام!!

كتب الشيخ سلمان العودة مقالاً في (الجزيرة) العام الماضي في زاويته بعنوان (تكرار الحج) يوصي شيخنا -حفظه الله- الناس بعدم تكرار الحج لأن ذلك مدعاة للزحام ومضايقة الحاجين... وأنا هنا لا أخالف الشيخ بقدر ما أعرض على ذلك مقترحا حلولاً أخرى لأن كثيراً من الناس والذين يكررون الحج كل عام قد لا يدفعهم قول: إن هناك ما هو أفضل من الحج لمن حج من نفع متعد من صدقة وصلة ومنافع أخرى؛ لأن هذا الرأي قد يرى بخلافه علماء آخرون.

وما ذكرت الشيخ سلمان من بين المشايخ الذين تطرقوا لعدم تكرار الحج كل عام إلا لأن الشيخ ممن تطرق لهذه القضية في مواطن منها جريدتنا (الجزيرة) وأردفها بكتاب (افعل ولا حرج) وإلا فالمقال يعني كل من ذكر القضية هذه من الدعاة والمشايخ، وأخص بالذكر أيضا وزارة الشؤون الاجتماعية لما تقوم به من جهد عظيم وذلك كل عام.

فإن الشيخ سلمان ذكر كلاما في كتابه (افعل ولا حرج) عن أولئك الذين يكررون الحج كل عام قد يكون بعيدا كل البعد عن الذين يحجون كل عام ومنه يفترض أن الدافع إيماني دائماً لهذه الرحلة المباركة.. فكيف يغفل المسلم القريب في هذه الديار عن الآثار الصعبة التي يحدثها تكرار الحج كل عام، أو عاماً بعد عام على إخوانه المسلمين القادمين من بعيد.

وإنا لنتساءل: ما المانع أن يكون الحج كل عام وأن يكون الدافع إيمانياً؟! بل قد لا يكون دافعاً لتكرار الحج غير الإيمان. ثم ذكر الشيخ أن هناك من يكرر الحج ويهمل أهله ومن يعول وأرحامه.. فما بال من جمع بين تكرار الحج ولم يهمل أي جانب!

هذا لا يعني أني أخالف الشيخ في عدم تكرار الحج ، ومن أنا حتى أخالف برأيي هيئة كبار العلماء إلا أني أقول: أرى يا شيخنا أن تحلق رأسك حتى يحلق الناس رؤوسهم ويتحللوا من تكرار الحج!

أما الدافع الذي ذُكر من أن داعي الدعوة وإرشاد الناس مبرر لتكرار الحج ؛ فإنه قد يجمع بين الدعوة وإرشاد الناس وتوعيتهم وعدم تكرار الحج كي لا يزاحموا الناس في مناسك الحج، ولا يقول قائل - كما ذكر الشيخ في كتابه - أنهم لا يشكلون شيئا، فهذه أنانية لأن كل فرد يكرر الحج يقول: ما الذي سأحدثه أنا وحدي!

المقصود أنه للدعاة والمشايخ أن يقوموا بمهمتهم أحسن قيام - كما هم - دون أن يحجوا وكذا موظفي وزارة الشؤون الإسلامية، فلا يزاحموا الناس في الجمرات ولا طواف القدوم والإفاضة، وكذا الوداع ولا النفرة من عرفة إلى مزدلفة؛ لأن من لم يحج يمكنه أن يستقبل الناس قبل قدومهم، كحال رجال الأمن تماما فهم يقومون بالوقوف مع الحجاج في كل موقف بل ويعتنون بالحجاج حتى عند الجمرات في وقت الشدة والسعة ومع هذا فهم لا يحجون وعلى طريقتهم سار رجال الكشافة فلا يحج من كل فرقة أكثر من أربعة أفراد، أما عن التابعين للوزارة فالذي نعرفه أنه يحج كل سنة أكثر من أربع مئة شخص غير الضيوف وأقاربهم وذلك كل عام!

إنني هنا لم أكتب هذه العبارات ناقدا لمشايخنا فما هو إلا إبداء رأي مع حبنا وولائنا لمشايخنا الكرام مع علمي أن رأيي قد يحمل على غير محمله لحساسية النقد للعلماء.. أدام الله تلك الحساسية!

فمن أسباب تكرار الحج لدى الناس - والله أعلم - أنهم يرون الدعاة يتسابقون للحج كل عام، وربما خرجوا أمام الناس في القنوات كل سنة بنسك الحج.

خلاصة القول: شيخنا -حفظك الله- إننا نقول يجب أن يرى الناس قدوة أمام أعينهم حتى يتشبهوا بهم، وأن الدعوة وإرشاد الناس للحج غير مبرر للحج كل عام.

سائلاً الله تعالى أن ينفع بجهود علمائنا وأن يسدد خطاهم ويطيل أعماره ويحسن أعمالهم.

مشاري بن محمد الكثيري


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد