Al Jazirah NewsPaper Monday  29/01/2007 G Issue 12541
رأي الجزيرة
الأثنين 10 محرم 1428   العدد  12541
المملكة والمجتمع الدولي

للمملكة ثقل دولي كبير بحكم المقومات الإستراتيجية التي تتمتع بها سواء كانت دينية أو اقتصادية أو جيوسياسية. وهذه المقومات الكبيرة لم يكن لها أن تكون إيجابية وفعالة لو لم تكن هناك قيادة سياسية حكيمة وقادرة على استثمارها لتصب في مصلحة الاستقرار الداخلي والإقليمي والدولي.

لقد تعرضت المملكة لمحن بسبب الوضع المتقلب في المنطقة العربية، وخرجت من هذه المحن وهي أشد قوة بفضل من الله تعالى، ثم بفضل التجربة السعودية المتراكمة في التعامل الحكيم مع الأزمات واستخلاص العبر ومحاولة إنقاذ المنطقة والعالم من مغبة النزاعات والحروب.

ومن يطلع على التاريخ سواء التاريخ القديم أو المعاصر يجد أن هناك دولاً عدة امتلكت المقومات التي تؤهلها لأن تكون فاعلة دولياً، ومع ذلك - ولأنها افتقرت للقيادة الرشيدة - استغلت مقوماتها بالطريقة الخاطئة، وأشعلت الحروب التي دمرت مجتمعاتها في نهاية المطاف، وأعادتها سنين إلى الوراء، وربما أزالتها من الوجود، ومن الأمثلة على ذلك الاتحاد السوفييتي، ومن قبله ألمانيا النازية وإيطاليا في عهد موسوليني، والشرق الأوسط شهد أيضاً نماذج من هذه الدول.

ولهذا أكد الملك عبدالله في حديثه لصحيفة السياسة الكويتية أن المملكة - ومنذ تأسيسها - تعرف حدودها في التعامل مع المجتمع الدولي، فهي لا تتدخل في شؤون أحد، كما أنها لا تسمح لأحد بالتدخل في شؤونها الداخلية، وهي لا تتوانى عن لعب دور الوسيط النزيه في حل الأزمات، وبخاصة الأزمات العربية. وعدَّت أن الاستقرار العربي وحل قضايا الأمة العادلة يقع في لب السياسة الخارجية السعودية.

وبسبب الدبلوماسية السعودية الهادئة والرزينة استطاعت المملكة أن تحظى باحترام العالم، بدوله ومؤسساته، وشعوبه، وحتى عندما تعرضت المملكة لمحنة اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، لتورط سعوديين في الاعتداءات، فإن صورة المملكة لم تهتز، وإن كان بعض الجماعات اليهودية في أمريكا حاولوا استغلال تلك الأحداث لضرب العلاقات السعودية الأمريكية، ولكنهم لم يستطيعوا.

هذه السياسة السعودية التي يمكن أن تكون تجربة ماثلة وقابلة للتكرار، خصوصاً في الشرق الأوسط الذي يعج بالقلاقل. فالسياسة - ولا سيما فيما يتعلق بالتعامل الخارجي - هي تجارب وخبرات متراكمة، وأية تجربة ناجحة يمكن تطبيقها في أية دولة طالما توافرت فيها الرغبة السياسية الحقيقية في أن يكون العالم أكثر استقراراً.

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد