Al Jazirah NewsPaper Monday  29/01/2007 G Issue 12541
الريـاضيـة
الأثنين 10 محرم 1428   العدد  12541
ورحل صديق الجميع
محمد العبدي

كانت خسارتنا للفقيد المرحوم عبدالله بن خالد الدبل أكبر من خسارتنا لبطولة الخليج؛ فخسارة الدبل الرجل الناجح والمثقف والعملي والمتواضع تمثل خسارة دائمة لشخصية متميزة ومتفردة بنجاحاتها وإنجازاتها في كل عمل يوكل إليها... رحل أبو خالد وترك أعماله ومآثره تتحدث عنه؛ فهو ضمن بل من أهم صانعي الرياضة السعودية الحديثة.. لم يكن - يرحمه الله - يبحث عن نجاح شخصي، بل كان يبحث عن نجاح للوطن؛ يبحث عن تفوق للوطن؛ يسعى لتحقيق مكاسب للوطن.

لقد جاء خبر وفاته - يرحمه الله - كالصاعقة، وأجزم بأن وقع الخبر وقع كذلك على كل من يعرف الدبل؛ فهو صديق الجميع، وأخ للجميع، ومتعاون مع الجميع، ولا أبالغ إذا ما قلت إنه أفضل من يتعامل مع الإعلام والإعلاميين وأكثر من يقدّر دورهم ويسهل مهامهم.

لقد رحل صاحب المبادرات ورجل المهمات الصعبة في الاتحاد السعودي لكرة القدم.. رحل، ولكن ذكراه ستظل باقية في أذهان الجميع.

رحيل الرجل القدير سيترك فراغاً كبيراً في الرياضة السعودية وفي أذهان محبيه الكثر..

لقد عرفت الدبل منذ زمن طويل كان خلال كل هذه الفترة رجلاً متعاوناً متوازناً.. هادئاً.. محترماً يعتبر ما لديه من معلومات ملكاً للجميع؛ فهو لا يخبئ معلومة عن أيّ صحفي، ولا يمارس الانتقائية في توزيع الأخبار أو التصريحات؛ فمن أدبه وخلقه أنه يتجاوب مع كل من يسأله بعيداً عن المناصب والمسميات، ولعل كثيراً من الصحافيين قدموا أعمالاً صحفية مثيرة عن طريق الدبل.

شخصياً.. قابلت أبا خالد كثيراً، وتشرفت بمجالسته كثيراً أيضاً، ومع كثرة المناسبات التنافسية كنت ألحظ عليه التوتر والقلق حين يلعب المنتخب مباراة مهمة، وما زلت أتذكر دورة الخليج الرابعة عشرة في البحرين حيث اتفقنا على تناول الغداء معاً قبل المباراة الأخيرة أمام قطر التي كان يلزمنا فيها الفوز لنعود بكأس الخليج، أما التعادل أو الخسارة فيعني أن البطولة للكويت؛ فلاحظت أن التوتر والقلق قد نالا من الدبل ما نالاه؛ حتى أنه أثر في شهيته للأكل.. سألته: ما بكَ؟ فردّ: إنني قلق من المباراة.. توقعته قلقاً عابراً. وبعد نهاية اللقاء كان وضعه أشد سوءاً؛ فقلت له: يا أبا خالد أتمنى منك ألا تحرص على حضور المباريات الحاسمة والحساسة إذا كانت ستؤثر عليك كما هذا اليوم، ومرت الأيام والسنوات؛ فقابلته كثيراً في ألمانيا، وكان - يرحمه الله - مشغولاً بكل البعثة وبراحتها، وكان يقلق كثيراً حتى يطمئن على وصول الأمير سلطان والأمير نواف للمباريات وتسهيل مهمة جلوسهما في مكانهما بمنصة كبار الشخصيات، ومن ثم تبدأ المهمة الأخرى لديه، وهي أداء المنتخب ونتائجه في المباريات التي يلعبها. لقد كان - رحمه الله - يقلق كثيراً قبل وأثناء المباريات؛ كان يتوتر بشكل مقلق بالطبع، وذلك نابع من حبه لوطنه، ولمنتخب بلده. كان - غفر الله له - يعي حجم العمل، ويريد نتائج بحجم هذا العمل.

واليوم وقد رحل صديق الجميع وحبيبهم ليس لدينا ما نقدمه لفقيد الوطن إلا الدعاء له بالمغفرة والرحمة وأن ينزله الله منازل الشهداء والصالحين والصديقين.

ليس لدينا ما نقدمه له إلا أننا سنظل نتذكره ونذكر مآثره وإنجازاته ليكون نموذجاً للمواطن الصالح والمخلص الذي مات وهو يخدم الوطن ورياضة الوطن وشباب الوطن.. والعزاء للجميع، وعزاء خالص لعائلته ولأم خالد ولأبنائه، وعزاؤنا أن الفقيد رحل، والجميع يحبه ويقدره؛ فقد عُرف بالصلاح والاستقامة وحسن الخلق.

رحمك الله يا عبدالله الدبل، وأسكنك فسيح جناته.

{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد