Al Jazirah NewsPaper Tuesday  30/01/2007 G Issue 12542
رأي الجزيرة
الثلاثاء 11 محرم 1428   العدد  12542
صرخة قائد.. فهل من مستجيب؟

مَن تابع النداء الذي وجّهه خادم الحرمين الشريفين إلى الإخوة الفلسطينيين من أجل وقف الاقتتال الداخلي والاجتماع في مكة المكرمة لحل النزاع، يخرج بعدة نقاط في غاية الأهمية.

أولى هذه النقاط أن المملكة لا يمكن لها أن تصمت حيال ما يجري على الساحة الفلسطينية من إراقة للدماء بين الأشقاء، وخاصة أن العدو الإسرائيلي يشدّد من الحصار عليهم، ويسعى إلى تعطيل مشروع الدولة الفلسطينية، ويختلق مئات الأعذار للتنصل من القرارات الدولية التي تطالبه بإعادة الأراضي المحتلة إلى أصحابها. هؤلاء الأصحاب الذين - مع الأسف - انشغلوا عن العدو الحقيقي باقتتال داخلي أدمى قلوب المسلمين قبل أن يدمي أجساد الفلسطينيين. والمملكة باعتبارها قلب العالم الإسلامي تسعى إلى تحقيق الاستقرار في كل الدول الإسلامية والمجتمع الدولي بصفة عامة.

ويمثل في ذهن المتابع دعوة المملكة للفرقاء العراقيين للاجتماع في مكة المكرمة، وتحركاتها لحل الأزمة اللبنانية الراهنة، ولا ينسى المتابع أن المملكة ساهمت بشكل رئيس في وقف الحرب الأهلية اللبنانية عبر اتفاقية الطائف.

ويخرج من تابع النداء بحقيقة أخرى مفادها أن الوضع الفلسطيني لم يعد محتملاً، وأنه لا بدّ من حل للأزمة الداخلية الخانقة؛ فالإخوة الفلسطينيون أوصلوا الأمور إلى طريق شبه مسدود، وخاصة فيما يتعلق بمسألة الحكومة الوطنية الموحدة، وقضية الأسير الإسرائيلي لدى حركة حماس جلعاد شاليط.

ولذلك، كان لا بدّ من تدخل المملكة لفتح هذا الطريق، بمخاطبة ضمائر القادة الفلسطينيين ومناداتهم للاجتماع في مكة المكرمة والدخول في حوار بناء بجوار البيت العتيق.

النقطة المهمة الثالثة في نداء الملك هي الإشارة إلى أن اقتتال الإخوة أضرّ بعدالة القضية أمام المجتمع الدولي الذي يتابع الوضع الفلسطيني عن كثب؛ فالمليك قال إن ما يجري في فلسطين (يضع ألف علامة استفهام أمام المجتمع الدولي الذي ينظر باحترام لعدالة قضيتنا، فبماذا سنجيب من وقف معنا ومع قضيتنا إذا ما تساءل عما يحدث من قتل واستنزاف لا أخلاقي لطاقات شعبنا الفلسطيني؟ وأي جواب سنقدمه لهم غير الحيرة والألم والتبريرات الواهية؟).

ويبقى الأمل أن يفعل هذا النداء بالاجتماع في أقرب وقت ممكن، ومحاولة استثمار هذه الفرصة وعدم تفويتها؛ لأن استمرار الاقتتال يقطع آخر الآمال في ولادة الدولة الفلسطينية، وينهي كل المحاولات الساعية إلى نيل الحقوق المشروعة.

لقد أطلق القائد النداء، فهل سيستجيب الفلسطينيون له وينهون الاقتتال؟ هذا ما نتمناه.

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد