Al Jazirah NewsPaper Wednesday  31/01/2007 G Issue 12543
رأي الجزيرة
الاربعاء 12 محرم 1428   العدد  12543
التطرف يولد من رحم الأزمات

من خلال النظر إلى مجمل الأوضاع السياسية على الساحة الدولية يصل المتابع إلى المعادلة التي تقول: إن الفشل في حل الصراعات الدولية يؤدي إلى مزيد من اليأس والإحباط وهذا بدوره يغذي التطرف بكل أشكاله الدينية والقومية والإثنية والأيدلوجية وغيرها من ألوان التعصب. وإذا ما استمرت الأزمات السياسية دون حل فإن القضاء على الإرهاب الدولي سيكون في غاية الصعوبة. وهذا ما أكده سمو وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل خلال ندوة مشتركة مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) انطلاقاً من خبرته الواسعة في مجال السياسة الخارجية.

ومنطقة الشرق الأوسط تعج بالأزمات السياسية المتعددة فمن فلسطين والعراق إلى لبنان والسودان والصومال ومروراً بأزمة الملف النووي الإيراني. ومما يؤكد المعادلة السياسية سابقة الذكر التقارير الدولية التي أكدت أن الإرهاب ازداد خطراً بعد احتلال الولايات المتحدة الأمريكية للعراق، وخاصة أن أزمات المنطقة الأخرى ما تزال مشتعلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية. ولذلك جاء في تقرير بيكر - هاملتون أن حل المسألة العراقية مرتبط بحل القضية الفلسطينية.

ولقد أكد جيمي كارتر الرئيس الأمريكي الأسبق والخبير بشؤون الشرق الأوسط ومهندس كامب ديفيد الأولى في كتابه الأخير (السلام .. فصل عنصري) الذي أثار ضجة واسعة في الأوساط اليهودية الأمريكية بسبب انتقاده الممارسات العنصرية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين. فكارتر يرى أن الحلول المؤقتة للقضية الفلسطينية لا يمكن أن تجلب الاستقرار للمنطقة، ولا بد من حل جذري يضمن الحقوق العربية وينتج عنه دولة فلسطينية كاملة السيادة، وقابلة للاستمرار والبقاء، ومن ثم قد تعيش المنطقة فصلاً من فصول السلام والاستقرار.

إن العصر الراهن الذي انتشرت فيه أسلحة الردع وعلى رأسها الأسلحة النووية جعلت أية أزمة مهما كان نطاقها ضيقاً قابلة للانفجار والاتساع لتشمل دولاً عدة لتهدد منطقة كاملة بشعوبها. وعليه، فإن المنطق يقول إن التسرع في اتخاذ قرارات الحروب ليس من الحكمة في شيء، لأن الجماعات المتطرفة التي تعتمد لغة السلاح تقتات من الحروب، وتستغل الأزمات لشرعنة وجودها. فتنظيم القاعدة على سبيل المثال يسعى إلى وضع بصماته في كل بؤرة توتر في العالم والمنطقة أملاً في إحداث اختراقات أمنية في المجتمعات التي تعاني من الأزمات. وعليه، فإنه لقطع الطريق على الفكر المتطرف يتحتم على الدول أن تتعاون في إيجاد حلول سلمية للأزمات الدولية باعتماد الوسائل الدبلوماسية عبر المنظمات الدولية والمفاوضات الثنائية والمتعددة، وعدم دفع الأمور إلى طرق مسدودة، لأن العالم لم يعد يتحمل مزيداً من الكوارث.

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS

تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد