Al Jazirah NewsPaper Wednesday  31/01/2007 G Issue 12543
الريـاضيـة
الاربعاء 12 محرم 1428   العدد  12543
(الجزيرة ) تلتقي خالد الدبل فور وصوله من أمريكا:
برحيل والدي فقدت الأب والصديق والسند

* حوار - سامي اليوسف:

أخيراً وصل خالد، فالكل كان يبحث عنه، ويسأل عن ردة فعله عند سماعه النبأ الحزين، كيف تعامل معه؟ وكيف كان وقعه؟ وهو في أمريكا مع عروسه في شهر العسل.

وصل خالد (24 عاماً - ماجستير) الابن البكر للفقيد قبل منتصف الليل بساعة مساء الاثنين إلى مجلس العزاء في منزل عمه عبدالرحمن بعد أن قبل رأس والدته وبكى في حضنها طويلاً على فراق السند والأب والصديق والأخ - كما يقول لنا عن والده - رحمه الله.

(الجزيرة) التقت خالد تحدثنا وإياه ولمسنا مدى إيمانه الكبير بقضاء الله وقدره، كان يتحدث عن والده عبدالله بفخر وبألم ورضا واعتزاز وحب (كل المشاعر امتزجت)..

* خالد أحسن الله عزاك في مصيبتك ومصيبتنا جميعاً وحمداً لله على سلامتك، ماذا تود أن تقول لنا في البداية؟

- أخذ نفساً عميقاً وكأنه يسترجع تفاصيل وذكريات عشرين سنة وراء في برهة ولحظات، ثم قال: الحمدلله (كررها ثلاثاً)، هذا أمر ربي وهذه حكمته وقضاءه والحمد لله والمنة له على كل شيء سبحانه وتعالى.

ربك أراد أخذ أمانته ولا راد لحكمه وأخذها كلي حسرة وأسف على عدم تمكني من حضور دفنه والدي رحمه الله بسبب ظروف تواجدي في الولايات المتحدة الأمريكية حيث كنت أقضي شهر العسل حيث أنني متزوج حديثاً ولم أجد الرحلة التي تعيدني في التوقيت الذي يسبق صلاة الجنازة ودفن والدي.

* متى كان آخر اتصال بينك ووالدك رحمه الله؟

- كان قبل لقاء منتخبنا والإمارات ثم بدأنا نرسل لبعضنا رسائل (مسجات) بين الشوطين واتفقنا بأنني سوف أهاتفه عقب المباراة.

* كيف تلقيت نبأ وفاته رحمه الله؟

- تعرف أنا كنت مسافراً بدأ زملائي وأصدقائي يتوافدون عليّ واحداً تلو الآخر مما أثار استغرابي الشديد خاصة وأنني متزوج وفي شهر العسل ومع ازدياد عدد الحضور من المقربين لي سألتهم مباشرة (ويش القصة يا شباب؟ فيه شيء حصل علموني)، بعدها قالوا لي أنت إنسان مؤمن بقضاء الله وقدره وإيمانك بربك كبير فبادرتهم على الفور (أبوي صار له شيء؟) لأنني حسيت بشعور غريب لأول مرة ينتابني سبحان الله.

وحينها أخبروني وشفت الخبر في الفضائيات وبدأت أجري اتصالاتي مع والدتي وأشقائي وأعمامي وكان تركيزي على الرغم من صعوبة الموقف وهول الفاجعة منصب على ضرورة اللحاق بأقرب طائرة ترجعني لأرض الوطن.

* خالد أرجو أن تحدثني بصراحة عن مشاعرك وأنت تتلقى اتصالات المعزين قبل وصولك ثم ترى بنفسك حجم الالتفاف الصادق من القيادات الرياضية وجميع الرياضيين داخل المملكة وخارجها؟

- بصراحة خففت عنا الكثير من مصابنا وأحزاننا، وكذلك لا أنسى كمية وحجم الاتصالات الهائلة التي تلقيته وما أزال حتى في مكالمة تلقيتها وأنا في مطار امستردام من شخص قال لي بالحرف أنت لا تعرفني وليس مهماً أن تعرفني لكني أردت أن أقدم العزاء في والدك الذي لن أنساه، هذه المكالمة أثرت فيني وخففت عني الأحزان وجعلتني أشعر بالارتياح أن والدي سيدعو له الكثير غيرنا بالرحمة والمغفرة.

ولا تنسى أخ سامي أن الله سبحانه وتعالى إذا أحب عبده حبب إليه خلقه وعباده فيه وهذا من فضل ربي وحكمته.

* سمو الأمير نواف بن فيصل كان في مقدمة مستقبلي جثمان والدك عند وصوله من أبوظبي ووقف إلى جانبكم في الجامع واليوم الأول من العزاء والذي يليه ما تعليقك؟

- الحمد لله أن قيض لأخوتي رجلاً شهماً مثل صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل سلمه الله، لقد فعل مع إخوتي أكثر مما سأفعله معهم وأنا موجود بجانبهم، لقد كان خير معين لنا في أزمتنا ووقفته هذه مع أسرتي وأشقائي لن أنساها ما حييت ولن توفيه الكلمات مهما قلت. جزاه الله عنا خير الجزاء ورحم والده المغفور له بإذن الله الأمير فيصل بن فهد رحمة واسعة.

* ما هي المكالمة التي تلقيتها وأشعرتك بقيمة ومكانة والدك رحمه الله في قلوب الآخرين وتقديرهم له؟

- بالطبع المكالمة التي قلت لك إنني تلقيتها في مطار امستردام من ذلك الشخص الذي لم يعرفني حتى باسمه ودعا لوالدي بالرحمة والمغفرة جزاه الله خير.

وكذلك مكالمة خففت عني الكثير وواستني في بداية المصاب من صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز حفظه الله والتي تلقيتها وأنا في مطار هيوستن في طريق العودة.

ولا ننسى أن نتقدم بالعرفان والتقدير وعظيم الامتنان في واقع الأمر لمقام سمو ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وسمو أمير منطقة الرياض صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز على برقيتي العزاء والمواساة التي بعثا بهما إلينا.

وهذا كله ليس بمستغرب على القيادات الحكيمة والقيادات الرياضية والرياضيين في المملكة، خاصة وأن والدي رحمه الله عاش طوال فترة حياته يخدم وطنه في المحافل الرياضية.

* خالد لو سألتك هل يساورك شعور برغبة في إكمال مسيرة والدك والسيرة على نهجه بتوجهك للعمل في المجال الرياضي؟

- والدي رحمه الله يا أخ سامي لا أعتقد أن شخصاً واحداً أو شخصاً مثلي يستطيع أن يسد مكانه في مجاله، وهو كما قال عنه الأمير نواف بن فيصل رجل عملي يحب عمله وأنه يتقن عمله ومهما كلف بمهمة أو أمر أتقنه على الوجه الأكمل وبدقة وإتقان عاليين.

* نود منك كلمة أخيرة تتحدث فيها عن والدك؟

- والدي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته أفنى عمره يعطي بلا حدود ويخدم وطنه في مجاله على الوجه الأكمل، اجتهد حتى تبوأ أعلى المناصب القيادية في مجاله.

لقد كان مدرسة لي بكل ما تحمله الكلمة من معنى برحيله فقدت الأب والصديق والجد والأخ والعضيد والسند لكني لا أملك إلا أن أقول الحمد لله على قضائه وقدره.. و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.

ولا يفوتني أن أشكرك وأشكر (الجزيرة) على تغطيتها الجيدة.

فيصل: الألفا رجل خففوا آلامنا

من جانبه قال فيصل عبدالله الدبل (طالب في المرحلة الثانوية) وهو أشد الأبناء بكاءً وتأثراً برحيل والده رحمه الله (الحمدلله الذي خفف عنا مصيبتنا بحضور حشود غفيرة في المسجد والمقبرة وفي مقدمتهم أصحاب السمو الأمراء والمسؤولون والرياضيون والمواطنون ومن أحب الوالد، ولك أن تتذكر الحديث الشريف الذي يفيد بأن لو حضر الجنازة (40) رجلاً صلوا عليها ودعوا لميتها لغفر الله للميت فما بالك ما شاء الله بما يزيد عن ألفي مصل ومعز، بصراحة الكل كان معنا وقريب منا والكل يقول نحن لا نعزيكم بل نعزي أنفسنا وهذا خفف عنا وواسانا كثيراً والحمدلله.

ويضيف فيصل الحمد لله الذي أثلج صدري وواساني أكثر أن وجه أبي كان منوراً قبل الصلاة وبعد غسله وعند تكفينه وارتسمت على وجهه ابتسامة وكان وزنه خفيفاً عند حمله وكل هذه أمارات وعلامات خير وقبول من الله.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد