Al Jazirah NewsPaper Tuesday  06/02/2007 G Issue 12549
الاقتصادية
الثلاثاء 18 محرم 1428   العدد  12549
الرياض.. عاصمة المدن الذكية
فضل بن سعد البوعينين

عادت مدينة الرياض من جديد لممارسة دورها الريادي في عصر العلوم والتقنية عصر الاتصالات وتقنية المعلومات، عصر التكنولوجيا المتطورة، عصر المدن الذكية والاتصالات الرقمية. لم تعد المقارالتجارية، مراكز الأعمال، المستشفيات، بما فيها مسارح العمليات، والجامعات حكراً على روادها المباشرين، بل أصبحت متاحة لكل من أراد العمل، والاطلاع والتعلم، واكتساب الخبرة عن بعد. وأكثر من ذلك أصبح الأمر متاحاً أمام الجهات الأمنية في متابعة مواقع السيطرة والتحكم من أي بقعة في العالم، في جميع الأوقات.

كل هذا بفضل الله وبركته، ثم بفضل ثورة الاتصالات وتقنية المعلومات التي أتاحت إمكانية الوصول إلى كل ذلك بكل يسر وسهولة من خلال الوسائط الطرفية المتطورة.

بثت محطة BBC تحقيق مصور لأحد الطلاب وهو يتابع حصصه الدراسية حية على الهواء من خلال جهاز الكومبيوتر المثبت في غرفة المستشفى.

الطالب المجتهد حرمته الإصابة من مواصلة الدراسة النظامية فاضطر إلى استبدالها بالنقل الحي لمتابعة الحصص وكأنه بين الطلاب في الفصل، هذه التقنية المتطورة أصبحت الآن متاحة عن طريق الهاتف النقال (الجيل الثالث).

المراكز التعليمية، والمكتبات العالمية أصبحت تحرص كثيراً على استغلال الاتصالات الرقمية وتقديم خدماتها الإلكترونية جنباً إلى جنب مع خدماتها التقليدية.

الأمن الألماني ونتيجة لارتفاع معدل الجريمة وسرقة السيارات، استعان بتقنية الاتصالات اللاسلكية المتصلة بقاعدة بيانات ضخمة، وزرع كاميرات لاقطة على الجسور والشوارع الرئيسة ومخارج المدن متخصصة في التقاط أرقام لوحات السيارات المطلوبة وإرسالها إلى الخادم الذي يحللها ويفرز الأرقام المستهدفة ثم يحدد موقع السيارة ويبدأ في متابعتها فضائياً بعد أن يرسل إشارة التنبيه لرجل الأمن (المراقب الإلكتروني) الذي يقوم بتوجيه الدوريات للقبض على السيارة المطلوبة.

يحدث كل هذا في جزء من الدقيقة وبكل دقة واقتدار، ولعلنا نشير أيضاً إلى رقائق الكومبيوتر الأمنية التي تزرع تحت جلد المطلوبين أمنياً لغرض المراقبة والسيطرة عن طريق الشبكات الإلكترونية، وإلى كاميرات التحكم والسيطرة في المناطق الحساسة، خصوصاً المطارات، وكاميرات المراقبات الأمنية المتنوعة.

أما الطبيب الإنجليزي - لم أعد أذكر اسمه - فقد اضطر إلى الإشتراك في إجراء عملية لأحد مرضاه المقيمين في لندن، خلال إجازته التي كان يقضيها في نيويورك عن طريق أجهزة الكومبيوتر والإتصالات اللاسلكية.

في بريطانيا أيضاً، وفي معظم الدول الغربية، هناك المتابعة الصحية عن طريق الأجهزة النقالة (الجيل الثالث) وأجهزة الكومبيوتر وشبكات الاتصال المرتبطة بقاعدة البيانات الصحية الشاملة، إضافة إلى الربط بين المستشفيات العامة، والصيدليات من أجل تحقيق الكفاءة العامة من خلال تبادل المعلومات الحية.

الجامعات المفتوحة هي جزء لا يتجزأ من ثورة تقنية الاتصالات والمعلومات التي مكنت الطالب من مواصلة دراسته الجامعية بعيداً عن مقر الجامعة (الافتراضية أحياناً).

هناك الكثير من مجالات التقنية التي يمكن استخدامها كبديل للطرق التقليدية في مجالات التعليم، النقل والمواصلات، الصحة، الأمن، والمجالات الإجتماعية والترفيهية.

كل ما سبق يعتمد عتماداً كلياً على توفر تقنية الاتصالات والمعلومات المتطورة، إضافة إلى حتمية وجود الثقافة الالكترونية لدى أفراد المجتمع.

وإذا كان من الممكن اكتساب الثقافة من خلال التعلم، وتوفر الخدمات الإلكترونية الحديثة، فإن عملية التطبيق الفعلي لأساسيات الخدمات الرقمية لن تتحقق إلا بتطبيق فكرة المدن الذكية وتوفير الخدمة الإلكترونية للجميع فئات المجتمع في جميع المواقع.

من هنا تولدت فكرة (المدن الذكية) التي تحتضن مدينة الرياض اليوم الثلاثاء ملتقاها المتخصص الأول على مستوى الشرق الأوسط.

ملتقى المدن الذكية Smart cities forum الأول سيقام تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، أمير منطقة الرياض، وقلبها النابض، وسر تطورها وجمالها، وتميزها عن باقي العواصم العربية، وسيشهد، بإذن الله، تدشين منطقة الاتصال الخاصة بشارع الأمير محمد بن عبدالعزيز لإدخال مفهوم (الشارع الذكي والمناطق الذكية Smart zones) الذي يمثل الخطوة الأولى في مبادرة إطلاق المدن الذكية في مدينة الرياض.

يهدف الملتقى إلى إرساء القواعد الأساسية التي يمكن من خلالها خلق مدن عصرية تتوفر فيها خدمات الاتصال لجميع أفراد المجتمع وقطاع الأعمال في المنازل أوالمواقع العامة، وتوفير خدمات الحكومة الإلكترونية والخدمات التجارية بشكل آمن وميسر عبر المواقع الإلكترونية والخدمات اللاسلكية.

النجاح الكبير الذي حققته فكرة المدن الذكية على مستوى العالم يفترض أن يشرع في تحقيقه محلياً، وأن يكون شارع الأمير محمد بن عبدالعزيز الخطوة الأولى التي يجب أن تتبعها خطوات حثيثة لتطبيق فكرة المدن الذكية في جميع الاتجاهات حتى نضمن التغطية الشاملة لجميع مدن وقرى المملكة.

كل الشكر والتقدير نقدمه لهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، والهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض على حرصهم الشديد في إطلاق مبادرة المدن الذكية الهادفة إلى (دعم تحول المجتمع السعودي إلى مجتمع المعرفة والاقتصاد الرقمي).

f.albuainain@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد