Al Jazirah NewsPaper Tuesday  06/02/2007 G Issue 12549
رأي الجزيرة
الثلاثاء 18 محرم 1428   العدد  12549
دفعة ألمانية لتحريك عجلة السلام

عملية السلام في الشرق الأوسط تتطلب جهوداً مكثفة ومخلصة، وإلا فإن دورة العنف ستستمر لتحصد المزيد من الضحايا. وهذه الجهود يجب أن تتضمن اتخاذ المواقف الحيادية وفرض الشرعية الدولية وعدم ترك الأمور خاضعة لمنطق القوة؛ لأن بذلك ستظل الحقوق ضائعة، وهنا يأتي دور الاتحاد الأوروبي الذي يجب أن يشجع الولايات المتحدة الأمريكية على تفعيل دورها للضغط على الجانب الإسرائيلي.

ومن الدول الأوروبية المهمة والفاعلة ألمانيا التي قامت مستشارتها انجيلا ميركل بزيارة للمملكة الأحد الماضي. فالدكتورة ميركل لا تمثل بلادها فحسب وإنما تمثل أيضا الاتحاد الأوروبي كونها تترأسه في دورته الحالية، كما تترأس مجموعة الثمانية وهي هيئة تجمع ثماني أكبر دول صناعية في العالم.

وهذه هي الزيارة الأولى التي تقوم بها المستشارة الألمانية للمملكة بعد توليها منصبها، كما أنها تأتي وسط تحركات سعودية وألمانية ودولية لتحريك عملية السلام، في الوقت الذي ينتظر فيه الفلسطينيون اللقاء المرتقب اليوم بين قادة حركتي فتح وحماس بجوار البيت العتيق في مكة المكرمة لوقف الاقتتال الداخلي وحقن الدم الفلسطيني.

وتوضح التحركات الألمانية اهتمام ميركل بتحريك عملية السلام المتعثرة. ولقد رحبت ألمانيا بمبادرة السلام العربية والتي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله لتحقيق السلام العادل والشامل، واعتبرتها مؤشرا حقيقيا على جدية الدول العربية وعلى رأسها المملكة. كما نوهت بالنداء العاجل الذي وجهه الملك عبدالله للفلسطينيين للاجتماع في مكة المكرمة، وبحث سبل وقف العنف بين الإخوة والذي حصد أكثر من ستين قتيلا منذ الخامس والعشرين من يناير.

وفي هذا الإطار ينبغي الإشارة إلى أهمية تفعيل اللجنة الرباعية المكونة من الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي ومنظمة الأمم المتحدة. كما يجب أن يكون للاتحاد الأوروبي دور أكبر في هذه اللجنة، وأن تشجع الولايات المتحدة الأمريكية كي تقوم بدور أكثر حيادية للوصول إلى نتائج تعطي الحقوق المشروعة للفلسطينيين وتوقف آلة التخريب والدمار الإسرائيلية، وخاصة وأن المسجد الأقصى المبارك يتعرض لمخاطر محدقة بسبب الجرافات الإسرائيلية.

وبدون عودة الحقوق المشروعة لأصحابها، وردع الإسرائيليين والتوقف عن الانحياز التام لهم فلن يكتب أي نجاح للجهود الدبلوماسية التي قد تذهب أدراج الرياح وتضع المنطقة على حافة الانفجار، ولاسيما وأن المنطقة تئن من أزمات طاحنة كما في العراق، وأخرى تنذر بمخاطر كبيرة كما في الملف النووي الإيراني.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد