Al Jazirah NewsPaper Sunday  11/02/2007 G Issue 12554
رأي الجزيرة
الأحد 23 محرم 1428   العدد  12554
نحو شراكة سعودية روسية جديدة

تشكِّل زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمملكة العربية السعودية امتداداً ونتاجاً طبيعياً لمساعي البلدين الصديقين لتوطيد علاقة وشراكة ثنائية تؤصّل جميع أوجه التعاون المشترك وتؤطر لمفاهيم التنسيق السياسي في عالم أخذت سياسات المحاور والتكتلات الاقتصادية والسياسية حيزاً كبيراً من معالمه؛ فالمملكة العربية السعودية بما لها من ثقل إسلامي وعربي وتأثير في الكثير من مسارات السياسة الإقليمية والدولية للمنطقة أصبحت بمرمى أهداف السياسات الخارجية لعديد من الدول التي لها أيضاً ثقلها وتأثيرها الدولي الذي تحاول رفده وتدعيمه بعلاقات قوية ومتينة مع رائدة العمل الإسلامي وباكورة الاستقرار السياسي في المنطقة العربية.

كما أن لروسيا التاريخ والأيديولوجيا ما يجعل منها لاعباً دولياً مهماً في قضايا جوهرية في المحيط العربي والدولي بشكل عام، إن كانت قضية الشرق الأوسط الأولى، ونعني بها القضية الفلسطينية، أولها فإن إشكالية ومخاوف تفكيك العراق وتحويله إلى دويلات عن طريق سيادة التمذهب السياسي وإرهاصات ثقافة البندقية الضالة ليس بآخرها، هذا بالإضافة إلى ما بدأ يُطرح من فلسفات ونظريات كانت ولا زالت نتاج للأحادية القطبية الموحشة التي تسيطر على العالم وتتحكم فيه وترسم خططها التغييرية تحت أسماء الفوضى الخلاقة ومشروعات الشرق الأوسط الجديد البعيدة كل البعد عن خصوصية المجتمعات العربية وثقافتها وإرثها المعرفي، وإن كانت هذه المصطلحات قد بدت تحت أسماء براقة مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان إلا أنها في الأساس ليست إلا أنموذجاً وأسلوباً مذكِّياً لفلسفة الاستعمار الحديث وقناعات التفرد الدولي بمصير العالم وتكريس أحاديته القطبية.

إن دولة روسيا الاتحادية مع التعاظم والتفاقم الملحوظ للسيطرة الأمريكية في العالم العربي والشرق والأوسط منه بخاصة لا زالت تتمتع بهوية الدولة العظمى والكيان المؤثر في مسارات السياسة الدولية، وهذا يجعل من الصداقة والعلاقة السعودية الروسية الواعدة رافداً وداعماً مهماً للقضايا العربية والإسلامية التي تعول عليها الشعوب ذات القضايا التحررية والحقوق المستلبة للانعتاق من بوتقة المستعمرين الجدد الذين أوجدوا في الهيئة الأممية موطئ قدم لهم من خلال احتكار استخدام حق النقض (الفيتو)، ذلك الفيتو الذي أصبح من أهم ضروريات إصلاح الهيئة الأممية وإعادة هيكلتها وتأصيل فلسفة عملها المشترك كحامٍ للعدل والسلام الدولي.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد