Al Jazirah NewsPaper Monday  19/02/2007 G Issue 12562
رأي الجزيرة
الأثنين 1 صفر 1428   العدد  12562
المثقف في مواجهة العنف

لا يوجد عنف من دون فكر مغذٍ له، وبالتالي، لا يمكن محاربة العنف من دون تعرية الفكر الذي يبرره، وكشف الشبهات التي يثيرها، والرد عليها، وتوضيح المبادئ الصحيحة بالوسائل المتاحة كافة. وهنا يأتي دور العلماء والمفكرين والأدباء وغيرهم من المثقفين.

فالنخبة المثقفة جزء من المجتمع، وتقع عليها مسؤولية تنبيه عامة الناس بالمخاطر المحدقة بهم، والأفكار المغرضة والتي تتلبس بعباءة الإسلام والأخلاق، حسب وصف خادم الحرمين الشريفين لدى استقباله ضيوف الحرس الوطني من المفكرين والمشاركين في مهرجان الجنادرية.

والمشكلة الأكبر أن أصحاب الأفكار الهدامة يمتلكون العديد من الوسائل التقنية والسهلة لنشر أفكارهم، وعلى رأسها شبكة الإنترنت العالمية.

فلا تكاد توجد جماعة متطرفة دون أن يكون لها موقع إليكتروني أو مواقع متعاطفة تبث من خلالها آراءها، المغلفة ببعض المبادئ الدينية والأخلاقية، فضلاً عن بث مشاهد العنف التي تقوم بها. وهناك مع الأسف قنوات فضائية عربية تتسابق نحو نشر بيانات وأفكار هذه الفئات المنحرفة بحجة تحقيق السبق الصحفي.

والساحة العربية تعج مع الأسف الشديد بالآيديولوجيات التمزيقية، والتي تنادي بالفرقة، وتشجع على التحزب المذهبي والسياسي، وهذه الآيديولوجيات تجد طريقها لعقول المغرر بهم، والذين يستخدمون كأدوات سهلة للقيام بأعمال العنف والتفجير، دون مراعاة لحرمة إنسان، وهذا ما شوه الصورة الحقيقية للإسلام والمسلمين، وأعطى الآخرين فكرة مغلوطة عن أمتنا.

ولا يمكن للجانب الأمني أن يكون حاسماً في هذا الميدان، فعلى الرغم من أن هذا الجانب في غاية الأهمية، كونه لا غنى عنه في استتباب الأمن، وإنقاذ الأبرياء من القتل والتفجير، إلا أنه غير كافٍ في محاربة ظاهرة كاملة هي بالأساس ثقافية. ولذلك كان للأمن الفكري أهمية كبيرة في أية خطة مرسومة لمكافحة الإرهاب.

إن محاربة العنف ودعوات التفرقة تتطلب شحذ كل الطاقات وخاصة الفكرية منها، والمثقف الحقيقي هو من يدرك خطورة هذه الظاهرة، وبمواهبه التي وهبها الله إياه، ومن خلال أدواته الثقافية يسعى إلى تنوير العقول، بتتبع هذه الأفكار والرد عليها، بل والإمساك بزمام المبادرة في إعطاء الصورة الصحيحة عن مبادئ الدين الحنيف والأخلاق السامية، والمتحضرة.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد