Al Jazirah NewsPaper Tuesday  27/02/2007 G Issue 12570
رأي الجزيرة
الثلاثاء 9 صفر 1428   العدد  12570
الإصلاح الاقتصادي ضرورة حتمية

بدون إصلاح اقتصادي لا يمكن مسايرة التطور العالمي، فالإصلاح ضرورة حتمية ومستمرة، ولا تتوقف عند حد معين، إذ ليس له سقف، طالما أن السوق العالمية مفتوحة، والتنافس كبير، وخاصة في ظل العولمة ومنظمة التجارة العالمية.

والمملكة اليوم تشهد منتدى اقتصاديا عالميا تحت عنوان (الإصلاح الاقتصادي: أرض واعدة وآفاق ممتدة) وبحضور قرابة ألفي مشارك من مختلف دول العالم. ويعتبر المنتدى مناسبة اقتصادية مهمة ويمكن من خلاله عرض الفرص الاستثمارية في المملكة للمشاركين. كما أنه فرصة لدراسة المواضيع الاقتصادية المهمة كتخصيص القطاعات الحكومية، ومسائل الطاقة، ودور الفرد والجماعة في الاقتصاد، وقضايا الإصلاح، ومن ثم الخروج بنتائج وتوصيات تهم قطاعا كبيرا من الاقتصاديين.

والحديث عن الإصلاح الاقتصادي يشمل جميع الجوانب الحياتية، بما فيها الجوانب التعليمية والثقافية؛ فالإصلاح فكر قبل أي شيء آخر، ولإنجاحه لابد من إنشاء جيل كامل من ذوي الكفاءات العالية والقادرة على العمل في مختلف المجالات، مهما كانت دقيقة وبحاجة إلى مهارات عالية، وبالتالي كان للتعليم النصيب الأوفر من الاهتمام السعودي؛ فبدون مخرجات تعليمية مناسبة لسوق العمل لا يمكن تحقيق نتائج اقتصادية ملموسة، وسيظل الاعتماد على الأيدي غير الوطنية مستمراً.

كما أن الإصلاح الحقيقي يجب أن يشمل الأنظمة المعمول بها ودراستها من جميع الجوانب، واكتشاف عللها، واستبدالها بأنظمة جديدة، تجذب رؤوس الأموال العالمية، كما تشجع رؤوس الأموال الوطنية على البقاء.

فهناك ضرورة لتقليص البيروقراطية، وإزالة العقبات أمام التجار والصناع، ومقدمي الخدمات المختلفة، وعدم تكبيلهم بالقرارات غير المجدية، والشروط التي قد تكون حجر عثرة أمام استمرار عجلة الاقتصاد.

والمملكة وانطلاقا من رؤية خادم الحرمين الشريفين قد باشرت إصلاحاً اقتصادياً كبيراً أدى إلى تحسين قدرتها التنافسية وعززت من قدرتها على التعامل مع المتغيرات الاقتصادية العالمية، وهو الأمر الذي توجه انضمامها لمنظمة التجارة العالمية. ولقد استطاعت المملكة أن تعزز من صادرتها غير النفطية، التي وصلت بنهاية 2006م إلى 71 مليار ريال. كما أنها تصدرت أعلى مرتبة على جميع الدول العربية في جذب رأس المال، فقفزت من المرتبة 67 من بين 135إلى المرتبة 38 عالمياً. ومع هذه النتائج المشجعة يظل الطموح كبيراً لأن الاقتصاد يعتبر شريان الحياة اليوم.

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد