Al Jazirah NewsPaper Wednesday  28/02/2007 G Issue 12571
رأي الجزيرة
الاربعاء 10 صفر 1428   العدد  12571
الاحتفاء بالثقافة في بيت العرب

معرض الرياض الدولي للكتاب والذي افتتح أمس برعاية خادم الحرمين الشريفين يعتبر تظاهرة ثقافية سنوية في غاية الأهمية، كون القراءة إحدى متطلبات التطور الحضاري الأساسية، إن لم تكن أولها. والمعرض وسيلة جذابة للتوعية بأهمية الكتاب، وفرصة لاستعراض أحدث ما ألفه العلماء والمثقفون في مختلف التخصصات واللغات، وخاصة وأن أكثر من ستمائة دار نشر ستشارك من ستة عشر دولة في المعرض بأكثر من مائتي ألف عنوان.

ولا يقتصر المعرض على بيع الكتب فحسب، وإنما يشتمل على فعاليات ثقافية متنوعة، تستقطب كبار المثقفين من دول العالم، لطرح مختلف القضايا والتحاور بشأنها. وفوق ذلك تساعد هذه الفعاليات على امتلاك ناصية الحوار والقدرة على الاختلاف مع الآخر بشكل حضاري، والقدرة على استيعاب الأفكار المختلفة وتمحيصها. وهذا يتطلب إشاعة جو من الرحابة واتساع الأفق، وتحاشي الوقوع في شرك التعميم والتخوين والصور النمطية الجامدة. فلكل إنسان الحق في أن يتبنى الموقف الذي يراه صحيحاً، طالما أنه لا يعتدي على الثوابت الشرعية، ولا يعتدي على حقوق الآخرين وحرياتهم. بل إن الاختلاف أمر مطلوب، إذ من خلاله تتم غربلة الأفكار والوصول إلى نتائج وتوصيات تفيد المجتمع بشكل عام، وتعزز الحركة الثقافية، وبدون هذا الاختلاف فإن الرأي الواحد الجامد هو الذي سيسطر، وبالتالي يعطل التنمية الثقافية للمجتمع.

القراءة تختصر المسافات، وتمنح القارئ مساحات زمنية واسعة تشمل التاريخ والحاضر والمستقبل، وتهبه فكراً نقدياً قادراً على التمييز. والقراءة كما إنها تنم عن قناعة فردية، فهي أيضاً وعي جماعي، تساهم فيه الأسر والمؤسسات المختلفة. ولذلك، فإن معرض الكتاب المقام في بيت العرب (الرياض) يساعد في خلق هذا الوعي سنوياً، لضمان استمرارية الاهتمام بهذه العادة الحضارية الراقية.

وعلى الرغم من أننا أمة أمرها الله بالقراء،ة وكان أول ما نزل من القرآن الكريم قول الله تعالى (اقرأ) وعلى الرغم من أننا أمة أمدت الحضارات الأخرى بأمهات الكتب في العلوم المختلفة، إلا أنه ألصق بنا تهمة الجهل وعدم القراءة، فضلاً عن تهمة الانغلاق وعدم قبول الرأي الآخر.

وهذه التهمة فيها من التجني الشيء الكثير. ومع ذلك، فإن الكتاب سلعة غير رائجة بين الجيل الجديد، مع زخم القنوات الفضائية، ومختلف وسائل الترفيه، وبالتالي كان من الضروري تنشئة هذا الجيل على حب القراءة.

****


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد