Al Jazirah NewsPaper Thursday  01/03/2007 G Issue 12572
رأي الجزيرة
الخميس 11 صفر 1428   العدد  12572
الإرهابيون جبناء

ماذا استفاد الإرهابيون الذين قتلوا الفرنسيين الأبرياء، ويتّموا أطفالهم ورمّلوا نساءهم، وقد كان بعضهم متجهاً إلى مكة المكرمة لأداء العمرة بعد زيارة المسجد النبوي الشريف؟

الإرهابيون يؤكدون من جديد ألا ذمة لهم ولا ضمير، ولا وازع من دين أو أخلاق.

كما يؤكدون أن مكافحتهم تتطلب جهداً طويلاً ومتواصلاً للقضاء ليس على خلاياهم اليقظة، وإنما للوصول إلى خلاياهم النائمة بحملات استباقية جديدة.

قصة محزنة ترويها الأخبار عن مقتل هؤلاء الأبرياء. فهم كانوا في رحلة أسرية آمنة. عدد منهم بدأ العودة إلى الرياض، بينما الآخرون ارتأى أن يكمل الرحلة إلى المدينة المنورة ليصلّوا فيها، ولم يكونوا يعلمون أنهم سَيَصِلون إليها لِيُصَلّى عليهم! الإرهابيون جبناء وفي غاية الخسة والدناءة.. وإلا فأين الشجاعة حين يقدم مسلحون على اعتراض مدنيين عزل، ويقتلونهم بدم بارد دون أدنى شعور بالخوف من الله، واحتساب العواقب في الدنيا والآخرة؟

فقتل بريء من أعظم الكبائر، ولكن أين هؤلاء من فهم النصوص الشرعية التي تحرم قتل الأبرياء؟ وقد طمست قلوبهم، وامتلأت بالحقد والضغينة، وتلطخت أيديهم بالدماء.

يؤكد الإرهاب أيضاً أنه ظاهرة ثقافية قبل أن يكون ظاهرة أمنية.

فالإنترنت بما يسمح به من تصفح لعدد من المواقع، وكثير منها مواقع مشبوهة، تبث رسائل تكفيرية يغتر بها الجهال، ليصبحوا أدوات في أيدي أعداء الوطن والأمة لتنفيذ مخططاتهم الإجرامية والعبث بأمن البلاد والعباد.

وإن كانت محاصرة هذه المواقع التي تتوالد يومياً ويتضاعف عددها من المستحيلات، فإن إظهار الحقيقة وإيصالها إلى الناس لتعرية الفكر الضال يعد من أولى الأولويات.

لا بد من التأكيد على أن ظاهرة الإرهاب متشعبة وممتدة أفقياً وعمودياً، وليس من البساطة القضاء عليها بين يوم وليلة.. وإن كانت المملكة قد حققت نجاحات قياسية في مكافحته، إلا أن الدرب ليس ممهداً، بل يتطلب تعاون كل القطاعات والمؤسسات الرسمية والأهلية وجهودها، كما يتطلب حساً أمنياً من قبل المواطنين والمقيمين لتكون البلاد كلها يداً واحدة ضد الإرهاب والإرهابيين.

أملنا في الله كبير ثم في رجال الأمن للوصول إلى الجناة وتقديمهم للعدالة لتنفيذ أحكام الله فيهم، والقيام بعمليات استباقية كسابقاتها التي لاقت إعجاباً دولياً حتى غدت التجربة السعودية في مكافحة الإرهاب إحدى التجارب الناجحة والنماذج التي تستحق الدراسة والتكرار.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد