Al Jazirah NewsPaper Saturday  03/03/2007 G Issue 12574
رأي الجزيرة
السبت 13 صفر 1428   العدد  12574
أهلاً بالرئيس

تشكل القمة السعودية الإيرانية التي تعقد اليوم في الرياض بين القيادة السعودية وبين الرئيس الإيراني الزائر والوفد المرافق له إحدى أركان وزوايا الجهد المبذول من قبل المملكة العربية السعودية عبر الدبلوماسية الهادئة مع الأطراف المعنية والمؤثرة من أجل حلحلة الكثير من المعضلات وتخفيف الاحتقان في كثير من مناطق العالم العربي والإسلامي، فالمملكة وإيران يعتبران المطرقة والسندان اللذان يمكن أن توأد بين ضلعيهما الشرور والفتن التي تحاك من قبل الأطراف اللامسئولة في بعض الدول أو من خلال المشاريع الاستعمارية التي ترسم على أمد طويل وبعيد لالتهام خيرات المنطقة وثرواتها.

فالإيرانيون وفي ظل أزمتهم مع المجتمع الدولي والناتجة عن طموحاتهم النووية يعلمون الثقل الذي تشكله المملكة في المنطقة العربية وفي الخليج بالذات، والمستندة على علاقات إيجابية سياسية ناجحة مع الولايات المتحدة والعالم أجمع. كما أن (إيران حقبة الرئيس نجاد) قد أصبحت وتحت مرمى نظر صناع القرار الدولي الدولة المتحكمة في مفاصل كثير من الأزمات الدولية الحالية, بدءاً من العراق ومذهبياته وانتهاء بلبنان ومحاصصاته الطائفية, وهذا ما يجعل من العلاقة السعودية الإيرانية محل نظر وتدقيق من قبل أبسط المستشرفين لمستقبل المنطقة السياسي والأمني، فكما أن هناك اختلافاً في وجهات النظر السياسية أحيانا بين البلدين، وهو أمر طبيعي، فإن هناك أيضا توافقاً في وجهات النظر الأمنية التي تنشد الدولتان من خلال التنسيق بين بعضهما البعض الوصول إلى نتائجها وترسيخها في المنطقة.

زيارة الرئيس الإيراني محل ترحيب وتقدير كقائد لشعب شقيق ذي حضارة عريقة مجاورة، ولكن لسان العقل إن أراد أن يدعم هذا الترحيب ببديهيات الواقع فإنه لابد من مطالبة القيادة الإيرانية بالمزيد من التطمينات المؤكدة لا مجرد المسكنات السياسية للمنطقة الخليجية من مخاوف المفاعلات الإيرانية وتأثيرها على أمن الخليج الذي لم يعد يحتمل مزيداً من الحروب وموجات التصارع الدولي بعد ما مر عليه في السنوات الماضية من مغامرات سياسية لازالت آثارها الكارثية متمثلة حتى الآن على الواقع السياسي والاجتماعي للخليج العربي.

كما أن طهران مطالبة باستخدام نفوذها المؤثر بل والمؤجج أحيانا كثيرة من أجل لجم جماح متطرفي التمذهب السياسي في العراق، والذين استباحوا الأعراض والدماء وامتهنوا القتل على الهوية لأبناء الطوائف الأخرى تحت ذرائع ومسببات لو لم تجد من يقدم لها الدعم اللوجستي والمادي لما تجرأت على ما تأثمت به.

كما أن لبنان وما يعانيه من احتقان سياسي تسببت به بعض الأطراف التي حولت الساحة اللبنانية إلى مسرح لتصفية الحسابات الدولية قد أضحى بحاجة إلى وقفة مكاشفة صادقة مع الإيرانيين كي لا يفلت الجنون من عقاله في هذا البلد المستعد عقله السياسي لضروب ولوثات الحرب الأهلية التي سوف تقود البلد إليها قناعات أن احتكار المقاومة والسلاح يعني احتكار الوطن وبيع مستقبله إلى الجيران الداعمين أو الدافعين.

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد