Al Jazirah NewsPaper Monday  05/03/2007 G Issue 12576
رأي الجزيرة
الأثنين 15 صفر 1428   العدد  12576
معاً لوأد الفتنة

أفق المنطقة متخم بالمشاكل والمصاعب، ومع ذلك فإن طموحاتها مترعة بآمال عريضة باتجاه حلحلة ما هو قائم ومتفاعل ومتفاقم، وقد شكلت القمة السعودية الإيرانية مساحة أمل واسعة، وقد تكون طرحت آليات محددة لمواجهة الأولويات العاجلة التي تهدد بخلخلة مجتمعات المنطقة.

والمهم في هذا اللقاء أنه عبَّر عن رغبة حقيقية في تجاوز التحديات القائمة، كما أنه أكد على حتمية مواجهة إرهاصات الفتنة الدينية التي يزداد أوارها، خصوصا في ظل المحرقة العراقية التي تقدم كل يوم شواهد جديدة على أن هذه الفتنة في مرحلة متقدمة من الخطورة، وأن نيرانها تهدد الجميع في الجوار العربي المسلم.

أهمية هذه القمة تأتي أيضا من كونها تعقد بين القطبين الكبيرين في المنطقة بكل ما يتوافران عليه من ثقل ديني وسياسي واقتصادي واستراتيجي، ولهذا فلا يمكن إغفال تأثير مثل هذا اللقاء على مجمل التطورات، خصوصا وأن بعضا من هذه التطورات ذا تداعيات ماحقة وكاسحة تستوجب البت فيها بالمعنى العملي العاجل، ومثل هذا التحرك السعودي الإيراني قد يكون خطوة ذات ضرورة قصوى لتجنيب المنطقة ما هو أسوأ.

ويفترض المراقبون القريبون من هذه التطورات ومن المحادثات أن طبيعة المصاعب تستدعي قدراً كبيراً من المكاشفة والمصارحة وتحديد الأدوار والإسهامات، وعلى سبيل المثال فإن مقومات الأزمة أو الفتنة الطائفية، الظاهرة والخفية، يمكن مواجهتها بأسلوب عملي ومن خلال تحديد المسؤوليات في هذا الجانب أو ذاك، فما يجري في العراق ليس بخاف على أحد، ومن المؤكد أن قمة الرياض لمست من قريب وسائل تهدئة الوضع وما هو مطلوب من كافة الأطراف الداخلية والخارجية، وقد يعين ذلك كثيرا في تهدئة كامل الأزمة العراقية من جهة تبريد نيران الفتنة بمساع من الدول المؤثرة في المنطقة ومن خلال الإطار العام للحل الذي يتضمن مختلف الجوانب السياسية، وهذا أمر تشارك فيه عدة أطراف.

كما أن نتائج القمة لا بد وأن تنعكس على حلحلة الأزمة في لبنان وسرعة تسويتها، خاصة وأن البلدين لهما جهود سابقة من أجل العمل على تقريب وجهات نظر الفرقاء هناك.

الأزمات في المنطقة تشمل أيضا وبوجه خاص أزمة البرنامج النووي الإيراني بكل ما تنطوي عليه من أخطار لا تقتصر على دولة بذاتها وإنما تهدد كامل المحيط الإقليمي، ولهذا فإن المسارعة إلى التهدئة تبدو ضرورة قصوى تحسبا لحجم الخسائر التي قد تحدث إذا تركت الأمور دون حلول حاسمة.يبقى أن ثمار هذا اللقاء قد تكشف عنها تطورات الأيام القليلة القادمة، مع الأخذ في الاعتبار أننا على بعد أقل من أسبوع من مؤتمر بغداد لدول الجوار لكبار المسؤولين، غير أن قمة الرياض تعتبر من جانب آخر مواصلة لنهج التواصل بين القيادتين ومن المؤكد أنها ترسخ من هذا النهج وتضيف إليه وتسهم في تعزيز أرضية مشتركة وتفاهم عملي يبدو ضروريا وسط هذه الظروف البالغة الدقة.

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد