Al Jazirah NewsPaper Sunday  11/03/2007 G Issue 12582
رأي الجزيرة
الأحد 21 صفر 1428   العدد  12582
مؤتمر بغداد وماذا بعد؟

شكل المؤتمر الدولي الذي عقد في بغداد أمس فرصة نادرة لجمع عدوين قديمين يملكان الكثير من خيوط حل القضية العراقية, فالولايات المتحدة الأمريكية تتقاسم مع طهران التأثير في العملية السياسية والحكومة العراقية الحالية، وان كانت الثانية تتفوق على أمريكا بالتحكم بمجاميع كبيرة من الشعب العراقي عن طريق تحكمها بقياداتهم المذهبية والحزبية التي لا تعرف لوناً لحمرة الخجل وهي تظهر ولاءها أفعالاً وأقوالاً لطهران على حساب قضايا الوطن والولاء الأول له، وهذا ما يجعل من إيران أول المعنيين في كلمة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي التي دعا من خلالها في افتتاح المؤتمر(تحت دوي قذائف المورتر) إلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية للعراق وتحويل أراضيه إلى ساحة إلى تصفية الحسابات الدولية والإقليمية وتقاسم مناطق النفوذ الحيوية.

كلام المالكي جميل جداً إلا أنه يندرج وللأسف الشديد تحت مقولة (اسمع جعجةً ولا أرى طحناً) فكم طالب ودعا من مسؤول عراقي قبله إلى ذلك ولم تفلح دعواتهم إلى وقف التصفية الجسدية على المذهب أو التهجير القسري بسب الهوية وقتل واغتصاب الأبرياء لتصفية أحقاد الماضي وترسيخ عقليات إرهاب المستقبل التي تصبو إلى تفريغ العراق من هويته العربية وجره عنوة إلى متاهات التمذهب السياسي.

لقد جانب المالكي الصواب عندما دعا المشاركين في مؤتمر بغداد إلى تبني موقف موحد ضد ما اسماه (بالإرهاب) في العراق حيث إن هذا التعميم والخلط بين الإرهاب والمقامة في العراق من قِبل هرم الحكومة لن يكون له إلا مزيد من الإرهاصات السلبية التي ستنعكس على الساحة العراقية من خلال تكريس ثقافة رفض الآخر وإنكار وجوده كتعميم صفة الإرهاب على المقاومة التي لا يختلف اثنان على مشروعيتها وان وجود الاحتلال كان المسبب الرئيس لانطلاقها كإفراز طبيعي وبدهي لوجود المحتل الأمريكي الذي أصبحت هذه المقاومة تواجهه مع غيره من المحتلين الجدد للعراق ممن ترجمت الأحداث والأيام أطماعهم وطموحاتهم التاريخية فيه.

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد