Al Jazirah NewsPaper Sunday  11/03/2007 G Issue 12582
وَرّاق الجزيرة
الأحد 21 صفر 1428   العدد  12582

من رجالات الملك عبدالعزيز.. عساف بن حسين العساف - أمير الرس والجوف ونجران
قبلان بن صالح القبلان

نسبه

هو عساف بن حسن بن منصور بن سيف بن منصور بن سيف العساف(1) من آل أبا الحصين من العجمان.

مولده

وُلِدَ في الرس عام 1298هـ(2) وقبل عام 1300هـ.

تعليمه

بعد أن بلغ سن الطلب درس في كتاتيب الرس حيث درس القرآن الكريم على الشيخ رميح بن سليمان الرميح أحد طلبة العلم ومدرسي الكتاتيب في الرس ثم انتقل إلى حلقات العلم حيث درس على الشيخ سليمان بن حمد الرميح وكان يجله وكانت حلقة للشيخ صالح بن قرناس والشيخ إبراهيم بن ضويان، وتعلم اللغة التركية أثناء وجوده في الحجاز.

وهو من المطلعين على الشعر النبطي وحفاظه ومن محبي القصص الشعبية ومتذوقيها.

ويقول ابنه محمد محافظ الرس السابق إنه يُعَدُّ من الرواة ويحفظ شيئاً من الشعر.

أعماله

بعد أن بلغ مبلغ الرجال سافر للحجاز مع مجموعة من جماعته أهل الرس والتحق في جيش الدولة العثمانية وبعد ثورة الشريف حسين انضم إلى جيش الشريف واشترك مع الأمير فيصل بن الحسين في حصار المدينة وبقي هناك حتى عام 1325هـ. انتقل مع جيش الشريف فيصل للعقبة وسافر لمصر وتعلم التفجير وطلب منه الشريف فيصل الذهاب معه للعراق لأنه سوف يتولى الحكم هناك. واعتذر له عساف، فلما ألحَّ عليه قال سوف أسافر للرس وبعدها آتيك من هناك)(3).

وبعد أن فتح الملك عبدالعزيز القصيم عام 1322هـ، عاد للرس، يقول إبراهيم المسلم: (يقول أحد المعاصرين كان عساف الحسين ضمن مجموعة من أهل القصيم سافروا إلى الحجاز للالتحاق بجيش الهجانة الذي أنشأته الدولة العثماينة ولم تنقطع صلاته ببلدة الرس، وعندما استولى الملك عبدالعزيز على الرياض عام 1319هـ وتوالت فتوحاته حتى وصل إلى القصيم عام 1322هـ، وكان يعمل حتى عام 1320هـ لدى الشريف حسين والي مكة المكرمة، ترك الخدمة عام 1325هـ لدى الشريف وعاد إلى الرس وعندما علم بوجود الملك عبدالعزيز في مدينة بريدة استأذن لمقابلته هو وصالح العذل وابن عمه حسين العساف أمير الرس وفي المقابلة قال الملك عبدالعزيز لقد سمعت عن أخبارك وكنت أظن أنك أكبر سناً، قال عسى الله يطول عمرك (اللي ما شاب بي يشيب) وأرجو أن لا تحسب زيارتي هذه خيانة لمعازيبي الأولين فقد أنهيت خدمتي معهم وهذه ورقة منهم قال الملك عبدالعزيز: اللي ماله أول ماله تالي، ثم اشترك مع الملك عبدالعزيز في عدد من الوقعات)(4).

ويقول ابنه محمد إنهم وجدوا في أوراقه القديمة بعد وفاته ورقة إخلاء طرفه من جيش الشريف حسن إبان عمله عندهم فُقِدَتْ فيما بعد.

أعماله

بعد أن التحق في معية الملك عبدالعزيز شارك في معركة جراب عام 1333هـ ولاه الملك عبدالعزيز إمارة الرس عام 1339هـ. وفي عام 1340هـ أرسله الملك عبدالعزيز لفتح الجوف وأخرج ابن شعلان منها وتعين أميراً فيها حتى عام 1343هـ ثم عاد للرس واستمر فيها، وكان في معية الملك عبدالعزيز في الرحلة الملكية للحجاز بعد فتحها.

ثم شارك في حرب الرغامة سنة 1343هـ ومعه مجموعة من المحاربين من أهل الرس، وكان من ضمن وفد القصيم الذين شاركوا في مؤتمر الرياض عام 1347هـ، وشارك في حرب السبلة عام 1347هـ، بين الملك عبدالعزيز والخارجين عليه من الإخوان، أرسله الملك عبدالعزيز لفتح نجران عام 1352هـ، شارك في حرب اليمن في نفس العام وبقي فيها أميراً حتى عام 1369هـ ثم عاد في هذا العام إلى الرس وبقي فيها أميراً حتى وفاته.

صفاته وما قِيَلَ فيه

كان الأمير عساف متوسط الطول ممتلئ الجسم أبيض اللون، أما صفاته الخلقية فكان متواضعاً سمحاً كريماً حليماً دمث الأخلاق محبوباً عند جماعته مهتماً بهم، لذا طالت مدة إمارته في الرس، قال عنه فهد الرشيد: (عساف هو أحد رجالات الجزيرة القلائل الذين ناصروا الدولة السعودية، تولى إمارة الرس سنة 1339هـ، ثم ولاه جلالة المغفور له الملك عبدالعزيز قيادة الحملة التي أرسلت لفتح الجوف سنة 1340هـ ثم تولى إمارتها بعد ذلك، وفي سنة 1343هـ اشترك في غزوة الرغامة ثم في غزوة السبلة سنة 1347هـ ثم تولى إمارة نجران سنة 1352هـ، وعاد إلى الرس وبقي أميراً عليها إلى أن تُوفي - رحمه الله - عام 1373هـ).(5).

وذكره عبدالله بن محمد بن خميس: (ولقد أدركنا رجالاً من هذا الطراز وبخل الزمن أن يأتي بمثلهم كانوا زينة المجالس. وأنس السمار ومتعة النفوس فطواهم البلى وطوى معهم أدباً وتاريخاً وحكماً، أذكرُ من بينهم محمد بن ماضي ومحمد بن بليهد وعساف العساف وسليمان العبيد الرشيد وغيرهم).

وقال عنه عبدالله الرشيد: وكان رجلاً كريماً حليماً متواضعاً فأحبه الأهالي ومكث أميراً حتى توفي عام 1373هـ(6)(7).

ومدحه الشاعر علي بن عبدالرحمن الخشان أحد شعراء الرس بقصيدة منها:

عساف عساف العدا يوم الملاقات

فتال نقاط ما تفتل حلاحيل الرجالي

إلى شأن علم الملأ والحكي جا فيها وتوعات

اخذهم سياسة لما الكل شوش بالضلالي

ينفذ الأمر ما هو درسعة من فوق مركاة

ولا يخاش بحق الله بغيض أو حق غالي

يبسط لهم شرع وإلى كثير يغلبه بالمروات

والا الصخا مثل حاتم ما بعده رأس مالي

والله ما قلت مجد فيك يا لافخم لشرهات

مفتون بالطيبين اللي مراجلهم كمالي

لولا مكاني بعيد وأنا اجي والبعد مجفاة

لاجلس معه كل يوم واستفيد من الرجالي(8)

تقول الوالدة - حفظها الله - إنه كان متواضعاً وكان صديقاً للجد محمد بن صالح القبان العماري أحد الرواة المشهورين في الرس وصديقاً للعم عبدالسلام بن خالد العماري أحد طلبة العلم والرواة في الرس وكان يدعوهما الأمير عساف للسمر عنده في كثير من الليالي، وتذكر الوالدة - حفظها الله - صورة من تواضعه أنه كان يرسل للجد محمد أحد أبنائه قائلاً إنه سوف يسمر عنده بعد العشاء لتقوم عماتي بكنس الحوش وتنظيف الدكة وفرشها ورش الحوش بالماء لتلطيف الجو الحار، ثم يحضر الأمير عساف ويجلس مع الجد يستمع إلى الروايات من القصص والشعر النبطي وبعدها يتناول الشاي والقهوة إلى قريب من وقت النوم وكان يداعب الوالد وهو صغير ثم يغادر إلى منزله بعد ذلك.

وكان ناصحاً لجماعته يتفقد أحوالهم متعاوناً مع قضاة الرس فيما فيه مصلحة الجماعة الدينية والدنيوية بينه وبين بعض جماعته مراسلات إبان إمارته للجوف ونجران.

وفاته

توفي - رحمه الله - في 15 جمادى الآخرة عام 1373هـ وله من الأولاد خمسة عشر ابناً هم:

1 - حسين - رحمه الله - أمير الرس من عام 1373هـ إلى عام 1402هـ.

2 - منصور أمير الرس ومحافظه السابق من عام 1420هـ إلى 1409هـ.. ومن عام 1427هـ حتى الآن.

3 - محمد أمير الرس ومحافظه السابق من عام 1410هـ إلى 1417هـ.

4 - عبدالله موظف سابق بإمارة الرس.

5 - ناصر مدير عام الطيران المدني وسفير المملكة في بلجيكا ولكسمبرج والاتحاد الأوروبي سابقاً.

6 - سيف موظف سابق بالديوان الملكي.

7 - حمد عميد سابق بالقوات الجوية.

8 - صالح.

9 - عبدالرحمن موظف سابق بالداخلية.

10 - فهد موظف سابق بسلاح الحدود.

11 - عبدالعزيز عميد سابق بالجيش.

12 - خالد عقيد سابق بالجيش.

13 - سعد.

14 - سلطان رجل أمن سابق بالداخلية.

15 - مساعد.

***

(1) أسرة العساف الدكتور عبدالله أبوراس.

(2) رجال من القصيم لإبراهيم المسلم ص: 115

(3) نقلاً عن ابنه محمد محافظ الرس السابق.

(4) نفس المصدر ص 116 - 117

(5) شعراء من الرس: 153

(6) الرس ص: 58

(7) مقدمة كتاب أبطال من الصحراء لمحمد بن أحمد السديري ص 15

(8) شعراء من الرس لفهد الرشيد ص: 152 - 153


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد