Al Jazirah NewsPaper Sunday  18/03/2007 G Issue 12589
الاقتصادية
الأحد 28 صفر 1428   العدد  12589
أفق
هل يسهم البريد في الحدّ من الاختناقات المرورية؟
سلطان بن محمد المالك *

يعاني معظم سكان مدننا الكبيرة من اختناقات مرورية وزحمة في الطرقات لا تطاق؛ فقد أصبح التأخير عن العمل أو الحضور لمناسبة أو لموعد في مستشفى أمراً طبيعياً جداً، بل إن الشخص يضع في حسبانه الخروج قبل الموعد بوقت كاف تفادياً للوقوع في فخ الاختناقات المرورية. الإدارة العامة للمرور تعمل جاهدة بالتعاون مع أمانات المدن في سبيل إيجاد حلول مؤقتة للحد من الاختناقات المرورية. ولكن المشكلة أكبر بكثير من إغلاق خط سير أو تحويل مساره إلى وجهة أخرى!!

في اعتقادي أن المشكلة الرئيسة تكمن فينا نحن وفي بعض الأنظمة والإجراءات الروتينية المتبعة لدى بعض الجهات الحكومية والخاصة في حصول المواطن والمقيم على خدماته؛ فقد اعتدنا في كل صباح أن نشاهد أفواجاً من السيارات تسير في الطرقات تحمل أشخاصاً اضطروا للخروج من أعمالهم لإنجاز وإنهاء معاملات ومراجعات خاصة ألزموا القيام بها بأنفسهم!! فمنهم من خرج لاستلام جواز سفره أو رخصة قيادته أو بطاقة بنكية أو دفتر شيكات وغيرها. السؤال الذي يطرح نفسه: ألا يمكن أن توجد آلية مناسبة تحدّ من خروج الموظفين من أعمالهم لإنهاء ومتابعة بعض معاملاتهم الخاصة؟ هناك إرباك وزحمة لا داعي لها ويمكن تجاوزها مع قليل من المرونة في تعديل الأنظمة والإجراءات الروتينية. لماذا لا يكون هناك تعاون بين بعض الجهات لحل تلك المشكلة، ولكي أكون أكثر وضوحاً ما الذي يمنع أن يتم الاتفاق بين مؤسسة البريد السعودي أو غيرها من شركات الطرود البريدية الخاصة مع الدوائر والجهات الحكومية والخاصة والبنوك وغيرها من القطاعات الخدمية بأن تتولى مؤسسة البريد استلام معاملات الشخص وتسليمها للجهة المعنية، وبعد الانتهاء تعاد للشخص مباشرة، إما على بريده الخاص أو لمنزله أو لمقر عمله بدون ذهابه شخصياً لإنهاء معاملته، فلو طبق هذا الشيء فإننا سنحد كثيراً من مشكلة الاختناقات المرورية ومن تسرب الموظفين من أعمالهم، ولأسهمنا في الحفاظ على إنتاجية العامل في عمله.

ما ذكرته ليس بمستحيل وليس شيئاً جديداً فهو مطبق في العديد من الدول حتى القريبة منا، ولاقى نجاحاً كبيراً، ومن عاش أو درس في الخارج يعرف تماماً ما تطرقت إليه؛ فمعظم الخدمات يتم الحصول عليها من خلال (وسطاء) مثل شركات البريد مقابل أجور رمزية جداً تريح الشخص من الزحمة وإضاعة الوقت. نحن بحاجة ماسة إلى تغيير قناعاتنا بقبول ثقافات جديدة مثل ثقافة تقديم الخدمة للعميل من خلال البريد.

أختم بتساؤل: هل يمكن أن يرى مثل هذا المشروع النور قريباً؟ فمن الواضح توجّه مؤسسة البريد السعودي في السعي نحو تطوير الخدمات البريدية في المملكة، ولعل هذه تكون من ضمن أولويات اهتمام المؤسسة وفي حال تطبيقها ونجاحها ستحسب لها كنقلة كبيرة في الخدمة، أتمنى أن نرى ذلك قريباً.

fax2325320@yahoo.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد