Al Jazirah NewsPaper Sunday  18/03/2007 G Issue 12589
رأي الجزيرة
الأحد 28 صفر 1428   العدد  12589
الخليج واللسعة الأمريكية

يثير التقرير الروسي الذي تحدث عن ضربة أمريكية محتملة على إيران فجر السادس من إبريل القادم مخاوف وقلقاً تعرض المنطقة الخليجية لحرب جديدة تؤثر على مستوى التنمية فيها وتعرقل مسيرتها الإنسانية كما حدث بعد حروب الخليج الثلاثة التي جُرّت إليها المنطقة الخليجية عنوة وبسبب مغامرات سياسية أقل ما يقال عنها إنها تأتي من باب مناطحة الريح.

الإيرانيون الآن يناطحون المجتمع الدولي كافة بسبب طموحاتهم النووية ودولتهم تشهد فورة قومية وسياسية، خصوصاً على المستوى الإقليمي من خلال تأثيرها في العراق ولبنان، ومن حقهم أن يتبعوا السياسة التي يرون أنها مناسبة لهم ولمصالحهم من وجهة نظرهم الخاصة, ولكن يجب على ساسة طهران أن يأخذوا بعين الاعتبار حساسية منطقة الخليج التي تقف الآن على برميل من البارود القابل للانفجار في أي لحظة، نظراً للاحتقانات السياسية التي تمر بها المنطقة العربية بشكل عام أو كذلك لما تحتويه من خيرات ونفط وموارد إستراتيجية دولية تجعلها محط نظر كثير من الطامعين الدوليين الذين ينتظرون الفرصة المناسبة لوضع موطئ قدم في هذه المنطقة وامتصاص خيراتها وتدويلها من جديد.

التقرير الروسي آنف الذكر سواء كان صحيحاً أو جاء كضرب من ضروب التهويل السياسي، فإنه يطرح ويعيد للأذهان حالة المزاج السياسي المجيش التي مر بها العالم قبيل حشد المجتمع الدولي لاحتلال العراق وتمزيقه سياسياً، مما يعني أن المنطقة مقبلة على مبارزة جديدة بين واشنطن وطهران.. وستبذل كل منهما ما تستطيع لتركيع الأخرى من خلالها بما في ذلك المجالات الحيوية التي صنعتها إيران في العراق، وفي لبنان من خلال حلفائها المخلصين، وهو الأمر الذي - بلا شك - سينعكس سلباً على أمن أو استقرار تلك الدولتين، ولن تجني منه سوى المزيد من التمزق والتشرذم السياسي والوطني التي ستقودها إليه ولاءات ما خلف الحدود وانتماءات التمذهب السياسي.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد