Al Jazirah NewsPaper Monday  19/03/2007 G Issue 12590
مقـالات
الأثنين 29 صفر 1428   العدد  12590
حفاظاً على مكتسباتنا الوطنية حماية المخترعات والمبتكرات أولاً
عبدالله صالح محمد الحمود(*)

الابتكار ذلك الرزق الإلهي، الذي يهبه الإله لمخلوقه، يعد ثمرة خير ستتصل بها بركة الإنتاج خدمة للبشرية، وفي المملكة بلاد العلم والثقافة، هذه البلاد التي تحتضن العديد من المؤسسات الحكومية التي أُنيط بها حماية شؤون وقضايا الابتكارات والاختراعات، قد أضحت جهات مدعومة من الناحية المالية ومن ناحية توافر الكفاءات البشرية المؤهلة والمتخصصة في المجالات التقنية والعلوم الدقيقة المتعددة التوجهات والمنافع، فأصبح لدينا من هذه المؤسسات (مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية - مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين - مركز الأمير سلطان بن عبدالعزيز للعلوم والتقنية - سايتك -) وهذه المؤسسات المعرفية من المفترض أن توفر البيئة السليمة الصالحة لاحتضان المواهب بكافة أطيافها، وأن تتبنى أفكارها لتتحول إلى واقع يخدم الوطن والمواطن، لكن المؤسف له أن ذلك الموهوب أو المبتكر أو المخترع حينما يقدم إنتاجه للاعتماد، نجد أنه يواجه العديد من العقبات في سبيل تبني تلك الأفكار بسبب بيروقراطية التشريع والتنظيم، بارزة للملأ مشكلة نفسية تقف أمام المخترع، إضافة إلى أنه فيما لو لاقت القبول مثل هذه الأفكار وتم تبنيها مبدئياً فإن هؤلاء المبتكرين يواجهون قضية أخرى مباشرة أمام الاستفادة النهائية من تلك الأفكار، وذلك ما يتصل بمسألة التمويل والإنتاج والتسويق، وإن كانت تلك تشكل عائقاً آخر لكنها لا تعدو مسألة وقت من السهل حلها أمام مسألتي التشريع والتنظيم ذلك الإجراء الحكومي الذي يطول بأمد المبتكر أو ينتهي الأمر برفض مشروعه بعد عمر طويل من الزمن، فنحن أصبحنا نتلقى ونسمع شكاوى العديد من أبناء وبنات هذا المجتمع الذين يعانون من البطء الطويل في تلقي وقبول طلبات ابتكاراتهم، وسرعة اتخاذ القرار حيالها، وفي المقابل نلحظ أن مبتكرين آخرين يعانون من غياب الحاضنات التقنية المساعدة في الاختراع، فضلاً عن أن هناك أعداداً لا بأس بها من المخترعين يؤكدون أن وزارة التربية والتعليم لم تقم بدورها في تنمية روح الإبداع في نفوس طلابها، وأن تركيزها منصب على التعليم التقليدي، أعتقد أننا في هذه المرحلة نحتاج إلى توافر بيئة أكثر رحابة صدر، وأكثر نضجاً في التلاقي والمشاركة الفاعلة حتى يتم احتضان عقول أفراد المجتمع النيرة والناشطة في طرح الأفكار وتقديم الابتكارات، والهواة الذين يصل بهم الأمر إلى اختراع المفيد والمحقق لنجاحات مجتمعية تسهم في تنمية حقيقية شاملة، كما أصبح ينقصنا أمر هام بعد أن تكونت لدينا مؤسسات متخصصة للدراسات والبحوث ورعاية الموهوبين، وهو توافر مؤسسة حكومية ذات مرونة بالغة تقدم الدعم المالي واللوجستي لابتكاراتنا الوطنية، ابتداءً من تبنيها واحتضانها وانتهاءً بجعلها منتجاً حقيقياً يُنتفع به، قبل أن تذهب عقول وطنية وتتبناها جهات خارجية، في الوقت الذي تعد مكسباً وطنياً وداعماً لأمننا الاقتصادي والاجتماعي، وأخيراً فلنتحدث عن معلومة واحدة تشير إلى ضعف وبطء إجراءات دعم أمور براءات الاختراع بسبب البيروقراطية المعاشة داخل المؤسسات المعنية بتبني ودعم الابتكارات والاختراعات، ومثال ذلك: وصلت عدد البراءات السعودية المقدمة للمنظمة العالمية للملكية الفكرية (وايبو) إلى 45 براءة اختراع، مع أن إجمالي براءات الاختراع المقدمة من السعودية ومصر لا يتجاوز 10 في المئة من مجموع براءات الاختراع التي تقدمت بها إسرائيل للمنظمة نفسها، فماذا يعني هذا؟.. (الإجابة لدى مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية).

(*) كاتب اقتصادي

ناسوخ 2697771 - 01


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد