Al Jazirah NewsPaper Monday  19/03/2007 G Issue 12590
رأي الجزيرة
الأثنين 29 صفر 1428   العدد  12590
الإنجاز الفلسطيني والجهد العربي

عززت الولادة الناجحة للحكومة الفلسطينية الثقة في فاعلية العمل العربي المشترك، فهذه الخطوة المباركة تمت بجهد عربي فلسطيني تبلور في اتفاق مكة المكرمة الذي نجح أيضاً في إخماد نار الفتنة التي أزهقت فيها أرواح 300 فلسطيني في الصراع بين فتح وحماس في بحر العام الماضي.

ومن المهم دائماً أن يتواصل هذا الأداء العربي الفاعل، مع الأمل في أن يزيده الإنجاز المتمثل في تكوين حكومة الوحدة الوطنية توهجاً وقدرة على مواجهة المصاعب الأخرى القائمة في الساحة العربية من العراق إلى لبنان إلى المغرب العربي مروراً بأزمات السودان في دارفور وغيرها.

فالآن هناك في الساحة العربية ثقة تتنامى بأن في استطاعة العرب تحقيق كثير دون انتظار الآخرين، خصوصاً أن لدى الآخرين أجندة لا تتواءم بالضرورة مع ما هو عربي، ومع ذلك فإن هذه الثقة لن تكون دافعاً لعزلة عربية، بل الأحرى أنها تثبيت وتأمين لواقع كان ينبغي أن يسود منذ فترة طويلة. فهذه الحالة تقدم للعالم الآن وجهاً عربياً فاعلاً وقادراً على التعامل الدولي من باب الدفع بمبادرات، وليس الاكتفاء فقط بالتعامل بردود الفعل، وتلقى المبادرات من الدول الأخرى.

وسيكون من المفيد البناء على هذه الحقائق الجديدة على الساحة العربية، خصوصاً أننا إزاء قضايا ملحة، كما أننا نقف على بعد أكثر بقليل من أسبوع من القمة العربية في الرياض، ففي فلسطين لا يزال هناك كثير الذي ينتظر عملاً عربياً بالروح ذاتها التي جرت فيها وقائع اتفاق مكة المكرمة، والأمر هنا يتعلق خصوصاً بمبادرة عربية قائمة أصلاً هي مبادرة السلام العربية التي أقرتها في عام 2002م قمة بيروت، وقد أمكن بالفعل إنجاز خطوات مهمة في طريق هذه التسوية من خلال توحيد الصف الفلسطيني وفقاً لرؤية سياسية موحدة تتمثل في برنامج حكومة الوحدة الوطنية الذي ينسجم مع مبادرة السلام العربية، ويتجاوب مع المتطلبات الدولية في التسوية.

إزاء ذلك يصبح من المناسب أن تتجاوب الأطراف الأخرى مع هذا النزوع العربي القوي نحو السلام، وأن تترفع تلك القوى عن المواقف السلبية التي تعوق التسوية، فالفلسطينيون في حكومتهم الجديدة يتحدثون عن دولة تقام على حدود عام 1967م، وهذا أمر يتفق مع رؤية الدولتين التي تقول بها الإدارة الأمريكية، لكننا نرى غداة الإعلان عن الحكومة الفلسطينية الجديدة رفضاً إسرائيلياً للتعامل معها مع تحفظ أمريكي وامتناع عن رفع الحصار، وهذا يعني أن بقية أطراف السلام غير قادرة على التعاطي مع الوقائع الجديدة مهما كانت مواتية لتحقيق السلام.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد