Al Jazirah NewsPaper Tuesday  03/04/2007 G Issue 12605
رأي الجزيرة
الثلاثاء 15 ربيع الأول 1428   العدد  12605
استحقاقات التسوية

أجواء ما بعد القمة وقبلها تفيد بأن ريحاً جديدة تهب على العالم العربي، وهي تشجع على تجاوب رفيع من قبل المجتمع الدولي مع الحقائق الجديدة التي يفرضها الواقع العربي، وتحديداً مع هذا الاستعداد الواضح لتحقيق السلام، بعيداً عن التحيزات الضيقة التقليدية التي وسمت الموقف الغربي عموماً وجعلته محصوراً في النظرة الإسرائيلية الضيقة.

فالقمة تقدمت مجدداً بالمشروع العربي للسلام وهو مشروع أدت موضوعيته حتى إلى استمالة قوى إسرائيلية إلى النظر فيه بجدية، وهناك أيضا على ارض الواقع حكومة فلسطينية تعبر بوضوح وصدق عن كافة مكونات المجتمع السياسي والمدني الفلسطيني، وإزاء ذلك فإن هذه الحقائق الجديدة على الأرض تبدو أكثر من محفزة للمضي قدماً في إنجاز مهام السلام، ومن المنصف بل ومن الضروري أن يتم تمهيد المسرح لما هو قادم بناء على هذه الحقائق المشجعة.

وإزاء ذلك فإن المواقف الدولية ينبغي أن تغتنم الفرصة المتاحة وتبني عليها، وذلك من خلال إعادة فتح القنوات المغلقة مع الحكومة الفلسطينية، فالسلام هو عملية كبرى تحمل تحولات جوهرية، ومهمة إقامته تستوجب تحضيرات جمة من بينها ذلك التواصل الذي أشرنا إليه مع الطرف الأهم في هذه المعادلة وهو الجانب الفلسطيني.

وحتى الآن تبدو المواقف الأمريكية والأوروبية مترددة إزاء الاعتراف والتعامل مع الحكومة الفلسطينية، وهذه المواقف تحمل في مجملها على الحكومة الفلسطينية باعتبار أنها تضم أجنحة لا تتواءم رؤاها معه الرؤية الغربية للسلام، ومع ذلك فهذه هي الحكومة التي ارتضاها الشعب الفلسطيني، وإذا كانت القوى الغربية تحترم مبادئها وتطلعاتها خصوصاً فيما يتعلق بالديموقراطية فإنها مطالبة بأن تحيل ما تنادي به إلى أفعال حقيقية.

فنحن الآن أمام حكومة تعبر حقيقة عن الشعب الفلسطيني، وهي حكومة تم تشكيلها بعد جهد كبير انطلاقاً من اتفاق مكة المكرمة الذي أحدث اختراقاً حقيقياً إيجابياً في الساحة الفلسطينية أمكن معه تهدئة الوضع بين الفصائل وتقديم كيان فلسطيني موحد متمثلاً في حكومة الوحدة الوطنية.

وسيكون من الملائم أن يسعى العالم إلى مباركة هذه الخطوة من خلال عمل حقيقي يتمثل في رفع الحصار الجائر عن الشعب الفلسطيني وذلك في إطار السعي إلى تلمس بقية همومه والعمل على حلها، وفي مقدمة ذلك إنجاز التسوية العادلة والشاملة.

وفي المقابل فإن الانسياق وراء الأوهام الإسرائيلية التي تمثل في مجملها عوائق في طريق السلام، يؤكد أن الدول الغربية غير جادة في الاضطلاع بدورها في مهمة التسوية، وأنها على العكس منذ ذلك قد خضعت لمسلسل العراقيل الإسرائيلية وصارت جزءاً من هذه اللعبة المقيتة التي ترفض الاعتراف بالحكومة الفلسطينية بل وتصر على استمرار الحصار وتجويع الشعب الفلسطيني، وكلها أمور لا تصب في صالح التسوية.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد