Al Jazirah NewsPaper Tuesday  03/04/2007 G Issue 12605
الرأي
الثلاثاء 15 ربيع الأول 1428   العدد  12605
تصور رؤية حول محصلة عام مضى!
حمد الراشد

كل عام يمضي يحمل الكثير من المعطيات والأسباب والأحداث والمؤشرات المتداخلة، وهي تكون ظاهرة للعيان أحياناً، وغامضة أحياناً أخرى، وقد تكون عناصرها بسيطة ونتائجها واضحة، وقد تحتاج النتائج إلى استخلاصها من خلال التحليل والاستقرار والنسب الاحصائية. وهذا ينطبق على كل عام يمضي وإن كان بدرجات متفاوتة، وذلك بحسب وضوح العوامل والأدلة أو تعقيدها!!

ونحن قد ودعنا عام 2006م بجميع ما فيه، ولكننا ودعناه اصطلاحياً بالمعنى الوقتي فقط، إلا أن العوامل المؤثرة والنتائج سيستمر مفعولها لأعوام لاحقة، وتدخل كمنجزات إن هي اكتملت، وإلا فإنها تدخل في العام الذي يليه كأسباب تلحقها نتائج أخرى مختلفة.

ومن المؤكد أن جميع العوامل والأحداث والنتائج تتعلق بصفة مباشرة أو غير مباشرة بالإنسان، لذا فعند محاولة وضع تصور شامل أو رؤية شاملة لابد أن يتم ربط ذلك بما تحقق للإنسان من أهداف، أي بمعنى تقييم كل موضوع انتهى عن طريق تقييم نتائجه بالنسبة للإنسان ككائن فرد، لأن تطور البنية الاجتماعية في أي بيئة تعتمد على ما تحقق للفرد وما هي إلا إنعكاس له. ومغزى هذا أن يتم النظر للإنسان بالمعنى الخالص وليس بالمعنى الأيديولوجي.

وقد نجد الكثير من المجالات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية تتضمن عوامل الإيجاب والسلب معاً، فبرغم ما تحويه من سلبيات إلا أن بعض نتائجها يحقق درجة من الوعي وبالتالي ينعكس على رقي الإنسان وتقدمه خطوات.

إلا أننا نجد تراجعاً واضحاً لأحوال الإنسان بما تسببه بعض الأحداث من تهميش له، وذلك لكون عوامل السلب داخل هذه الأحداث أقوى من عوامل الإيجاب من ناحيتي الكم والكيف، مثل ما نجده في الحروب التي تتشكل بفعل أسباب عرضية أو مصالح لا ترتبط بأهداف الإنسان الأساسية.

ومن الممكن النظر إلى عدة مؤثرات ونتائج تدل على مدى تحقيق المنجز الإنساني بصفة كلية أو نسبية أو عدم تحقيق هذا المنجز على الإطلاق ومن أهمها المؤثرات الاقتصادية مثل دخل الفرد، والمؤثرات السياسية مثل أمن الفرد، وما يصاغ من دساتير لضمان حقوقه، والمؤثرات الاجتماعية مثل صحة الإنسان وفرص تعليمه، وأيضاً الأهم من كل ذلك هي المؤثرات الثقافية والعلمية مثل التقدم الإعلامي وحرية الفكر وفرص البحث العلمي وتطور مجالات الإبداع المختلفة للإنسان، لأن تلك المؤثرات تعتبر الأساس والمرتكز الذي يتم بموجبه خلق أسباب المؤثرات الأخرى ودفع تطورها الإيجابي.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد