Al Jazirah NewsPaper Friday  13/04/2007 G Issue 12615
رأي الجزيرة
الجمعة 25 ربيع الأول 1428   العدد  12615
من المغرب إلى الجزائر

يوما بعد يوم يثبت الإرهابيون أنهم يائسون بتفجير أنفسهم وبيعها للشيطان في محاولة لإيقاع أكبر قدر ممكن من الخسائر البشرية والمادية. وما شهدته المغرب والجزائر في الآونة الأخيرة من تفجيرات انتحارية يؤكد أن الحاجة كبيرة جداً إلى تكثيف الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب، وتجفيف منابعه، واقتلاع جذوره ما أمكن ذلك.

فالإرهابيون لم يعودوا يكتفون بتفجير السيارات عن بعد أو وضع القنابل في أماكن مزدحمة وإنما أمسوا يلفون أنفسهم بأحزمة المتفجرات وتقطيع أجسادهم عند أول فرصة سانحة أو ركوب سيارة مفخخة ومداهمة المناطق الآمنة وتفجيرها وهم بداخلها، ظناً منهم بأن مثل هذه الأعمال اليائسة تصعب المهمة على قوات الأمن. هذا التصعيد الإجرامي في إستراتيجية الإرهاب لدى من يخططون لهؤلاء الإرهابيين تتطلب الوصول إلى قادة هؤلاء والذين يقومون بعمليات متواصلة من غسيل المخ لليائسين من السذج وتافهي العقول، وضرورة تفكيك تنظيماتهم عبر القيام بعمليات أمنية استباقية لمنع حوادث إجرامية في المستقبل تنقذ الكثير من الأبرياء سواء الذين يتورطون في مثل هذه الأعمال بعد تجنيدهم وغسل أدمغتهم أو الأبرياء الذين يسقطون ضحايا للأعمال الإرهابية.

التنظيمات الإرهابية تدفع بمنتسبيها إلى ارتكاب هذه الجرائم في كل مكان وفي أي وقت، وهو ما يعتمد على عنصر المفاجأة، وهو الأمر الذي يتطلب من قوات الأمن والمسؤولين عنه يقظة تامة وعلى مدار الساعة.

إن العمليات الإرهابية ليس لها هدف واضح وإنما فقط لبث الرعب في قلوب المدنيين وإحداث بلبلة أمنية واستقطاب الأضواء الإعلامية العالمية، ويؤكد هذا سرعة تبني مثل هذه العمليات الإجرامية من قبل التنظيمات الإرهابية عبر مواقع اليكترونية مشبوهة، أو عبر بعض القنوات الفضائية. وهذا يعني أن محاربة الإرهاب الذي لا دين له ولا جنسية ليست مقصورة على قوات الأمن ولكن لابد للإعلاميين والمثقفين وبقية فئات المجتمع من أن يحاربوا ظاهرة الإرهاب بكافة تفاصيلها من خلال التعامل الذكي وتحويل الرسالة الإعلامية من ترويج لأعمالهم إلى فضحها وتبيان خطرها على المجتمع وعلى من يقوم بها.

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد