Al Jazirah NewsPaper Wednesday  09/05/2007 G Issue 12641
رأي الجزيرة
الاربعاء 22 ربيع الثاني 1428   العدد  12641
جولة الخير والنماء

تصاحب الجولة الحالية لخادم الحرمين في المناطق الشمالية آمال عريضة باتساع مساحة التنمية والرخاء، فالنظرة السريعة إلى المشاريع التي تم إعلانها وتلك التي سيتم الإعلان عنها تفيد بمواصلة هذه الجهد الكبير للانتقال بالبلاد إلى مرحلة جديدة من النمو والتطور، وقد شهدنا خلال الفترة المنقضية بدء العمل في المدن الصناعية والتقنية الكبرى والتي تغطي جميع أنحاء المملكة في نقلة هائلة وواسعة نحو آفاق واعدة من البناء والنماء.

إننا نتحدث هنا عن مشروعات تنموية بعشرات المليارات من الريالات، وهذه المشروعات الجديدة التي تشمل المجالات التعليمية والصحية والصناعية تشكل إضافة ضرورية و مهمة لإنجازات قائمة أصلا هي التي أعطت للمملكة طوال عقود من الزمان صفتها المتفردة، كونها تحتضن واحدة من التجارب التنموية الأسرع التي تعد من بين الأسرع إيقاعا في العالم.

وضمن هذه النجاحات المتحققة تلك الريادة التي باتت تحققها المملكة في الكثير من القطاعات بسبب الخبرات المتراكمة والإنتاج الوفير، ويصدق ذلك بصفة خاصة على تحلية المياه، باعتبار أن المملكة من كبريات دول العالم في مجال التحلية، حيث أقيمت على ساحلي البحر الأحمر والخليج العربي أكثر من 30 محطة للتحلية تعمل وفق أحدث التقنيات، وبعضها تقنيات يجري تطويرها داخل المملكة، كما يصدق ذلك على صناعة البتروكيماويات، وذلك من خلال المجمعات الصناعية العملاقة في الجبيل وينبع، ما جعل المملكة تحتل مرتبة مرموقة بين كبار منتجي البتروكيماويات على نطاق العالم.

المدن الاقتصادية الجديدة، تشكل بلا شك نقلة أخرى مهمة في هذه المسيرة التنموية الموفقة، بإذن الله، ومن المهم دائما الإضافة المتميزة التي تعطي لهذه المسيرة تميزها وتفردها وإسهامها في إثراء الوجود البشري والإنساني الذي يفيد من ثمارها في مختلف المناطق.

إن المملكة التي تتمتع بمساحة كبيرة ومترامية الأطراف، تفيد من هذه الميزة، في تنوع وتعدد المناخات، فضلا عن الإمكانيات الزراعية والصناعية، حيث كل جزء من المملكة يسهم بنوع من المنتجات ويتفوق في نوع من الصناعات، وتكون حصيلة كل ذلك ثراء وتنوع هو أمر ضروري لكل اقتصاد ناجح.

فعلى سبيل المثال فإن منطقة الحدود الشمالية الغنية بالثروة المعدنية هي موطن لصناعات واعدة تعتمد على هذه الثروات كما أنها منطلق لخط حديدي استراتيجي للتعامل مع صناعات عديدة، وبكل هذه الإمكانيات فإن المنطقة باتت مهيأة لاحتضان العديد من المجمعات الصناعية.

على أن ذلك يرتبط من جانب آخر بالحرص الشديد على تنمية كل المناطق بذات القدر من الاهتمام وهو ما أكد عليه خادم الحرمين الشريفين أول أمس في لقائه بأهالي عرعر بتأكيده بشمولية التنمية لكل المناطق، عندما قال: (لا توجد مناطق من الدرجة الأولى وأخرى من الدرجة الثانية، فالجميع سواسية أمام الله وأمام الوطن الغالي، الذي ندين له بعد الله بالولاء والمحبة والإخلاص).

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد