Al Jazirah NewsPaper Sunday  13/05/2007 G Issue 12645
الاقتصادية
الأحد 26 ربيع الثاني 1428   العدد  12645
أفق
هجرة أصحاب التخصصات لتخصصاتهم.. أين الخلل؟!
سلطان بن محمد المالك

سأبدأ في الموضوع مباشرة، فلا تعليق في ما يحدث هذه الأيام من هجرة أصحاب التخصصات وعملهم في مجالات في غير تخصصاتهم. سأسرد بعض الأمثلة الحقيقية، وأترك التعليق لك عزيزي القارئ:

- طبيب جراح متخصص بارع في مهنته حاصل على أفضل الشهادات العلمية في تخصصه، والبلد بحاجة ماسة لخدماته كطبيب جراح، هجر مهنته كطبيب واتجه لمجال آخر في الإدارة والتجارة والاستثمار، ترك مهنته للأجنبي الأقل كفاءة منه.

- مهندس ميكانيكي تخرج في أعرق الجامعات في مجال تخصصه، وكان متفوقاً جداً أثناء دراسته، وبدلاً من أن يلتحق للعمل في مجال تخصصه والبلد بحاجته، يتجه للقطاع المصرفي ويزاحم المتخصصين في التحليل المالي ويأخذ وظيفتهم.

- طبيب أسنان متخصص في تخصص دقيق في زراعة الأسنان، يترك مهنته ويصبح بقدرة قادر من أكبر مضاربي الأسهم ومحلليها.

- أساتذة جامعة في تخصصات مختلفة يهجرون مهنة التعليم وتخريج الأجيال بحثاً عن وظائف إدارية أخرى، وفي الغالب في غير تخصصاتهم.

- ضباط تخرجوا في كليات عسكرية خسرت عليهم الدولة كثيراً، تقاعدوا مبكراً هرباً من العسكرية واتجهوا للتجارة على الرغم من حاجة البلد إلى خدماتهم.

- شاب تخرج في الجامعة في تخصص التسويق والمبيعات يتجه للعمل في القطاع الحكومي في تخصص لا يمت بأي صلة لتخصصه خوفاً من العمل في القطاع الخاص، ويترك الفرصة للأجنبي الذي لم يتردد في استثمارها.

- مترجم حصل على شهادة الدكتوراه في الترجمة، وبدلاً من أن يمارس مهنته كمترجم متخصص أو أن يفتح مركزاً للترجمة أو أن يتجه للتدريس في الجامعة، يتجه إلى العقار والمساهمات العقارية ويترك مهنته الأساسية للأجنبي.

- خريجو معاهد مهنية فنية وكليات تقنية بتخصصات فنية لا يرغبون في العمل بمهنهم ويبحثون عن العمل المكتبي.

الأمثلة كثيرة جداً، ولا يسع المجال لسردها وما ذكرت لا يمثل إلا جزءاً من الحقيقة، وكما يقول المثل الشعبي: (الشق أكبر من الرقعة).

أعتقد أن لدينا (ظاهرة)، فالمعلم لا يريد أن يعلم، والمهندس لا يريد أن يهندس، والمترجم لا يريد أن يترجم، والمسوق لا يريد أن يسوق... أتساءل: كيف نسعود الوظائف ونوطنها إذا كان أصحاب المهن والتخصصات يتهربون منها ويتركونها للأجنبي.. أين الخلل؟ مَنِ المسؤول عما يحدث؟ وإلى متى يستمر استنزاف الطاقات وإهدارها في غير محلها؟

أنا بالطبع لا أملك إجابة عن تساؤلاتي.

Fax2325320

لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 7410 ثم إلى الكود 82244

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد