الجولة المباركة لخادم الحرمين الشريفين في المناطق الشمالية، شكَّلت في مجملها فرصة أخرى للتواصل بين القيادة والمواطنين في مواقعهم الأصلية، حيث تتفاعل الآمال والتطلُّعات مع أعمال كبيرة ترسم مستقبل الوطن، وحيث تنزاح المسافات لتقف القيادة قريباً من المواطن تتحسَّس همومه وطموحاته، وحيث التبادل الواسع للرؤى والأفكار في سياق من الشفافية والصراحة.

تأكيدات خادم الحرمين الشريفين طوال هذه الجولة، على أولوية العمل المتواصل لتحقيق رفاهية المواطن، ترجمَتْها بصدق المشروعات المعلَن عنها بعشرات المليارات من الريالات في مناطق: الحدود الشمالية والجوف وتبوك، وهي مشروعات ستحدث، بإذن الله، تغيُّراً ملحوظاً في وتيرة التنمية من جهة الإسراع بها، فضلاً عن انعاكاساتها الإيجابية على الاستثمارات ومجمل الأعمال في المنطقة، ومنها ما يتصل مباشرة بالارتقاء بالقدرات البشرية، من خلال ما تتضمّنه من جوانب تعليمية وتدريبية.

وفي الجولة وفي غيرها، هناك تأكيدات مستمرة من القيادة على أهمية الارتقاء بالقدرات البشرية، وهذا أمرٌ يحتلُّ حيِّزاً مهماً في مجمل خطط التنمية، وعلى سبيل المثال فإنّ الأوعية التدريبية في جميع أنحاء المملكة، سترتفع في بحر السنوات القليلة المقبلة إلى 250 كلية ومعهد عالٍ تستوعب 450 ألف متدرِّب، وتنتشر هذه الكليات والمعاهد جميع أنحاء المملكة، وتمثِّل المعاهد والكليات التدريبية الجديدة التي تم الإعلان عنها خلال هذه الجولة الميمونة، إضافة مهمة في إطار هذا الجهد الواسع النطاق.

وكلُّ ذلك يمثِّل عطاءً بلا حدود عبَّر عنه قائد المسيرة في تبوك أول أمس بقوله: (الوطن للجميع والمواطَنَة تفاعل إيجابي لعطاء لا يعرف الاكتفاء).

وفي ذلك وغيره من الكلمات المضيئة لقائد المسيرة، ما يحفز على المزيد من العمل من قِبل الدولة والمواطن الذي هو وسيلة التنمية وغايتها، فكلُّ هذه المشروعات الطموحة الكبيرة تصبُّ في صالح المواطن، وفي ذات الوقت فإنّ الكثير لن يتحقَّق دون التشمير عن ساعد الجد ومواجهة تحدِّيات العمل والبناء بروح وثّابة ومخلصة من أجل إنجاز يتفق مع الطموحات، بل ويشرع الأبواب نحو إضافات تعبِّر عن استمرارية الروح المتطلّعة دوماً إلى الإنجاز المتميِّز المتطوِّر.

إنّ الالتقاء بالمواطنين والاستماع إليهم والتحدُّث يشكِّل في حدِّ ذاته أمراً مهماً في إطار هذا التواصل المستمر، فمن خلال ذلك تتضح المواضع التي تستوجب البت السريع في إطار الاستجابة لاحتياجات المواطنين، وقد حرص خادم الحرمين الشريفين على تذكير المسؤولين بأهمية مثل هذه الجولات، باعتبار أنّها خير معين لتلمُّس احتياجات المواطنين، ومن ثم العمل على تلبيتها، وقال خلال اجتماع مجلس الوزراء في عرعر: (إنّ زيارة المناطق هي تذكير لكلِّ مسؤول أن يكون على صلة مباشرة بالمواطن في جميع أرجاء الوطن).

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244