Al Jazirah NewsPaper Sunday  13/05/2007 G Issue 12645
الريـاضيـة
الأحد 26 ربيع الثاني 1428   العدد  12645
الإسقاط!!
نزار العلولا

الإدارة التي أضحكت خصومها وأبكت جماهيرها وخرجت من الموسم الرياضي بأكبر حضور إعلامي وأسوأ نتائج، لم يحسن رئيس مجلس إدارتها تقدير ذكاء الجمهور الرياضي ومارس لعبة إعلامية قديمة لامتصاص غضب جماهير ناديه وصرف انتباههم عن الأسباب الحقيقية للفشل، وذلك بإثارة زوبعة إعلامية للإيحاء بأن هناك أيادي خفية تحارب النادي، وبذلك يكون قد وزّع مسؤولية إخفاقه على عدد من الشخصيات الرياضية.. ولبراءته من هذه الإخفاقات (كما يعتقد) فهو يستحق البقاء في كرسيّه لسنوات قادمة!!

كان هذا هو ملخص اللقاء المطول الذي أجرته جريدة الرياضية مع رئيس مجلس إدارة نادي النصر الأمير فيصل بن عبدالرحمن ولم أكن لأتطرق لهذا الموضوع لولا أنه أقحم رئيس نادي الشباب الاستاذ خالد البلطان في مشاكله واخفاقاته الخاصة، وهي ليست المرة الأولى، فقد صرح الأمير فيصل قبل أسابيع وعلى الهواء مباشرة بأن نادي الشباب (غير كفؤ) لهزيمة النصر متجاهلاً المنطق الرياضي وسجل لقاءات الفريقين وترتيبهما في الدوري.. وقبل ذلك الروح الرياضية التي تفرض احترام المنافسين.

ولأننا في نادي الشباب نحترم ونقدر نادي النصر الكيان كما نحترم جميع الأندية ونقدر جماهير النصر ورجالاته فقد فضلنا عدم التعليق على هذه (الزلة) لأننا نعرف أيضاً أن عقلاء النصر يأسفون لصدور مثل هذا الكلام عن رئيس ناديهم - فرّج الله كربتهم -.

فبالنسبة للإخفاق فهو أمر قد يحدث لكل الأندية ولن يطول الاخفاق إذا كانت إدارة النادي حكيمة ومهتمة بكشف الأسباب الحقيقية للإخفاق وعلاجها بموضوعية وشفافية تبدأ من الاعتراف بالخطأ، أما القفز على المنطق والمكابرة وعدم احترام ذكاء الجاهير ومحاولة تمرير الأعذار الواهية فيعني الاصرار على نفس الأخطاء ومواصلة الاخفاق بشكل أسوأ.

وحين طالعت الحوار المنشور على صفحتين اعتقدت أن رئيس النصر خصّص هذه المساحة الكبيرة للاعتذار للجماهير النصراوية إلا أن الإجابة الأولى كانت محبطة جداً حيث قال إنه (لم يفشل) رغم أن الفريق البطل وصل به الحال هذا الموسم إلى خطر الهبوط ولم يحقق أي نتائج تنافسية تليق بمكانة النادي العريق!!

وكان من الطبيعي أن تتوالى الإجابات بنفس هذا المفهوم والنمط فبعد أن خسر جميع بطولات الموسم أضاف لها خسارة الشخصيات الرياضية التي وقفت مع النصر الكيان وذلك بتوزيع التهم عليهم ونكران الجميل.

وبرأيي الشخصي فقد نجح الصحفي في توجيه الحوار نحو الإثارة وجذب الانتباه وأخفق رئيس النصر في تقديم إجابات مقنعة، ولا جديد في ذلك فهناك ظاهرة إعلامية معروفة تربط بين الاخفاق الإداري وإثارة الزوابع الاعلامية لتكون طوق نجاة للإدارة تشتت به الانتباه عن اخطائها حتى لو كان الثمن الإساءة للآخرين أو الاساءة لروح التنافس الشريف!!

وبعد أن استنفد الامير فيصل جميع أعذار الاخفاق من تحامل التحكيم على فريقه إلى تحامل اللجان مروراً بالصحافة المتعصبة والحظ والمؤامرات والأشخاص الذين يحاربون النصر من الداخل والخارج فإني أخشى أن تكون الاخفاقات القادمة بسبب الاحتباس الحراري أو تخصيب اليورانيوم، فلم يبق غير هذين العذرين لم يستخدما حتى الآن.

وسؤالي للأمير فيصل: عرفناك خلوقاً تحترم المنافسين، فماذا حدث لك هذا الموسم؟ ثم إن مشاعر غضب الجماهير النصراوية تجاهكم واضحة بعد المباريات، فهل يعني ذلك شيئاً لكم؟! أو يؤثر على مسألة استمرارك أو استقالتك؟ يهمنا كرياضيين وإن لم نكن نصراويين أن يعود النصر لسابق عهده فهو أحد أركان الكرة السعودية ومنبع نجومها ويكفينا النجم الأسطوري ماجد عبدالله ورفاقه، والجماهير النصراوية الواعية تواصل مساندة فريقها رغم تردي النتائج لثقتها بالامكانيات الفنية للفريق.

ولكن تبقى المعضلة الإدارية معلّقة فإما النجاح وإما فتح المجال لإدارة أخرى إذا كان المهم هو النصر الكيان وليس الأشخاص، والاعتراف بالحق فضيلة، أما الوضع الحالي فهو حشف وسوء كيلة!!

فبين رئيس الشباب ورئيس النصر فارق كبير من الطموحات فرئيس الشباب أمامه مهمة وطنية في البطولة الآسيوية ومهمة أخرى وهي الحفاظ على لقب الدوري، بينما ليس أمام الأمير فيصل بن عبدالرحمن سوى مهمة افتعال الأحداث ليبقى في الواجهة الإعلامية ومهمة أخرى وهي محاولة استغفال الجماهير النصراوية ليبقى في كرسي الرئاسة، وهذا شأن نصراوي لولا أنه أقحم أطرافاً أخرى فيه.

ولعدم ارتباط الأمير فيصل بأي مشاركات فقد وجد متسعاً من الوقت لحملته ضد رئيس نادي الشباب وكان له تصريح في جريدة عكاظ نعتبره دعوى كيدية تعالج لدى جهات الاختصاص لحفظ الحقوق وحماية سمعة الرياضة السعودية.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد