Al Jazirah NewsPaper Tuesday  15/05/2007 G Issue 12647
رأي الجزيرة
الثلاثاء 28 ربيع الثاني 1428   العدد  12647
حالة فلسطينية سلبية ومزمنة

يعبر الصراع الدامي بين فتح وحماس عن حالة مرضية مزمنة يبدو أنه لا فكاك منها، وعلى الرغم من حتمية وجود صف فلسطيني متوافق ومتآلف ومتوحد، فإن هذه النزاعات تأتي لتؤكد أن ما بين الفصائل من صراعات ربما تتجاوز إرادة التوحد في مواجهة الأخطار والقضايا المصيرية القائمة.

ويكفي وجود عدو متربص بكل الفلسطينيين، لكي يسارع هؤلاء إلى الوقوف موحدين في وجهه، هذا إضافة إلى كل المهام الأخرى التي تهم الشعب الفلسطيني والتي يمكن فقط الوصول إلى حلول لها من خلال التوافق والتراضي ونبذ الاحتراب.

وعلى الرغم من كل الاتفاقات المعقودة بين الأطراف الفلسطينية وعلى رأسها اتفاق مكة المكرمة الذي أشاع حالة إيجابية في مجمل الساحة الفلسطينية، فإنه يبدو أن عوامل الخلاف بين الفصائل تملك من القوة والتأثير ما يجعلها تتفوق حتى على الإرادة الوطنية وعلى الأهداف العليا للشعب الفلسطيني.

إن هذه الحالة المزمنة المقيتة تهدد حقيقة بمستقبل أكثر ضبابية إن لم نقل بمستقبل أسود، لا يمكن معه تبين أية صورة مشرقة.

ومن المهم دائماً ألا ننسى أثر العوامل الخارجية على الصراعات القائمة وعلى رأسها التناقضات التي تحاول إسرائيل فرضها على الواقع الفلسطيني من خلال الميل إلى طرف دون الآخر وتأليب الإخوة على بعضهم البعض، فضلاً عن الموقف الإسرائيلي الثابت في تعقيد الأوضاع في الأراضي الفلسطينية بما يدفع البعض إلى محاولات الخروج من الحصار الإسرائيلي من خلال مواجهة العدو.

وفي كل الأحوال فمن الواضح أن الجانب الأكبر الأعظم من المسؤولية فيما يحدث من صراعات فلسطينية فلسطينية يقع على عاتق الفلسطينيين أنفسهم، وذلك على الرغم من الخبرات السياسية المتراكمة المصاحبة لمراحل قضيتهم والتي كان من المفترض أن تكون خير معين في تلمس سبل الخلاص من أعباء الخلافات وتداعياتها السلبية على وحدة الصف الفلسطيني.

إن ما يحدث بين الفصائل يرسل موجات من الإحباط إلى جموع الشعب الفلسطيني، كما يخلف قدراً كبيراً من الخيبة في النفوس من هذه القيادات التي لا تستطيع كظم غيظها، وهي التي كان من المفترض أن تقدم الأمثلة الطيبة للحكمة والترفع عن الصغائر، فقد غاب عن هؤلاء الذين يديرون الصراعات أن الظرف الفلسطيني هو غير كل الظروف وأن الواقع الذي يعيشه شعبهم هو غير ذلك الذي تعيشه كل الشعوب الأمر الذي يتطلب معالجات متأنية لكل المصاعب وعلى رأسها تلك التي يمكن أن تفجر الصراعات وتوقف مسيرة التقدم نحو الإعلاء من شأن الوحدة والتضامن والتآلف وكلها عناصر ضرورية لدعم القضية والترويج لها في مختلف المحافل الدولية.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد