Al Jazirah NewsPaper Thursday  24/05/2007 G Issue 12656
رأي الجزيرة
الخميس 7 جمادى الأول 1428   العدد  12656
الدعم العربي للبنان

أهمية المسارعة بتطويق الأزمة المستحدثة في لبنان تأتي من اعتبارات تتعلق بالساحة اللبنانية التي تستوعب إلى جانب الصراعات الداخلية محاولات البعض للزج بها في نزاعات إقليمية عديدة، ولهذا فإن التعجيل بتهدئة الأوضاع هناك يعني سحب البساط من تحت أقدام الذين يعتزمون إدخال لبنان في موجة جديدة من النزاعات يختلط فيها المحلي بالإقليمي بالخارجي..

كما أن ما يحتم الحل السريع المشكلة الإنسانية المستفحلة، حيث أدى قتال الأربعة أيام إلى موت الكثيرين من المدنيين وإصابة آخرين فضلا عن تعفن الجثث وتقطع السبل بالجرحى والمصابين وسط أكوام من الخراب والدمار، فضلا عما يترتب على الخروج الجماعي من المخيم.

وكان من المهم حتى الآن أن يتلقى لبنان أكثر من تأكيد من دولة عربية بدعمه ومساندته إزاء المحنة التي يتعرض إليها، بل هناك تحرك جماعي عربي في شكل المساندة التي أفصحت عنها الجامعة العربية، ويعزز ذلك توافقاً لبنانياً شاملاً بين المعارضة والحكم على أهمية دعم الجيش اللبناني هذا فضلا تبرؤ كافة الفصائل الفلسطينية عما يسمى (فتح الإسلام).

فالمشهد الواضح حالياً يمكن تصنيفه في خانة الإيجابيات من جهة التوافق عربياً ولبنانياً على ضرورة طي هذا الملف، ولعل ذلك يتيح للجيش اللبناني إنجاز مهمته التي بدأها نحو استباب الأمن، وكانت هذه المهمة ستكون صعبة إذا كانت ثمة أصوات نشاز ترتفع في الساحة اللبنانية على إعطاء تفسيرات أخرى غير ما هو واضح وماثل أمام العيان.

وقد تؤشر هذه الأزمة رغم تداعياتها المؤلمة إلى حالة إيجابية من جهة الفورية في المعالجة والوضوح في تفسير ما يحدث وهو الأمر الذي يعين كثيراً في تجاوز تعقيداتها من جهة المضي قدما في إزالة مسبباتها، وهي من جانب آخر أثارت تحركاً عربياً فورياً واضحاً ينادي بضرورة الحل وعدم السماح باستمرار ما يحدث وذلك بالتأكيد على حق لبنان في الحفاظ على أمنه، بل ودعمه ومساندته من أجل تحقيق ذلك.

ومن المهم جداً أن تتواصل الجهود الخيرة لترتيب أوضاع المدنيين حتى بعد خروجهم من المخيم، إذ إن هذا الخروج لا يعني أن المشكلة بالنسبة لهم قد تمت تسويتها، ولعل أول ما ينتاب هؤلاء من مشاعر هي تلك التي تعيد إليهم صور الخروج من فلسطين بلادهم قبل عقود من الزمان، لكنهم الآن يعايشون ظروف الخروج أيضا ولكن وفق معطيات جديدة، ومع ذلك تظل أشباح الماضي تظلل وقائع الحاضر لتضفي على المشهد قدراً من صور المأساة المتلاحقة وإن تقطعت فصولها عبر الزمان.

فمع هذه المشكلة تمت استعادة كل وقائع العلاقة الفلسطينية اللبنانية بكل تفاصيلها وتعقيداتها، ومع ذلك فإن هناك وعياً كاملاً عبر عنه لبنانيون وفلسطينيون بأن ما جرى لا يمكن تفسيره إلا في السياق الذي تم فيه دون تداعيات سلبية على العلاقة الفلسطينية اللبنانية.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد