Al Jazirah NewsPaper Thursday  26/05/2007 G Issue 12658
مقـالات
السبت 9 جمادى الأول 1428   العدد  12658
توطين
تكافؤ موازاة الجهد الأمني للارهاب
عبد الله صالح محمد الحمود

القدرات الفكرية موهبة يضعها الله جلت قدرته في بني آدم، وتأتي هذه القدرات متفاوتة بين شخص وآخر، سواء بقوتها أو مستوى عطائها، وأمام إيماننا بمسألة تفاوت هذه القدرات الفكرية بين بني البشر عامة، فهذا يعني أن مسؤولية البعض الذين حباهم الإله بقدرات فكرية أفضل من غيرهم، إنها مسؤولية ذات شأن كبير، ومن المفترض أن يكون أصحابها على قدر كبير نحو تقديم النفع العظيم للأمة جمعاء، فالواجب تجاه أهل هذه القدرات والخبرات أن يتأتى منهم الشيء الكبير من خلال تقديم النصح والمشورة وصولاً إلى تقديم المعالجة الفكرية الحقة السليمة، وهذا الكلام ليس موجهاً فحسب إلى المجتمع وأفراده، وإنما هي مسؤوليات ملقاة على عاتق المجتمع والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية عامة، التي من المفترض الاضطلاع بها على الدوام، فكل يُعد مسؤولاً حسب تخصصه، وحسب اختصاص أعماله، وأن دافعي للكتابة حول هذا الأمر، هو تعليق وتأكيد بالتذكير حول ما صرح به سمو وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز، لجريدة الحياة في عددها رقم (16100)، حينما قال معرباً عن أسفه العميق من ضعف مستوى المعالجة الفكرية من قِبل الجهات المعنية داخل البلاد، مقارنة بالجهد الأمني ومستوى المواجهة الأمنية التي تشنها الأجهزة الأمنية في حربها على الإرهاب.. الأمير نايف في هذا الحديث التوعوي، الذي يُعد ذا أبعاد نقدية بناءة، وبكلمات تحاكي واقعاً مشهوداً، وذلك نحو الضعف المشهود من لدن مؤسسات تعنيها شؤون المعالجة الفكرية، بدءاً من روح المسؤولية المشتركة بين الجهات الأمنية والجهات ذات العلاقة بالشؤون التربوية والتعليمية والثقافية، وانتهاءً بالفعاليات الفكرية، التي يُفترض تسنُّمها زمام القيادة التربوية، وصولاً إلى فكر مبتغى، فكر تنشده الأمم، وهو الفكر الذي من خلاله تنعم الأمم في نتاج فكري مقبول ينبذ العنف والكراهية للنيْل من أجيال تسمو بالأخلاق الرفيعة وتشيع الخير والرخاء بعلوم معرفية أساسها ديننا الإسلامي الحنيف، وحينما قارن الأمير نايف بن عبدالعزيز بين الجهات الأمنية الباسلة، ورجالات ومؤسسات الفكر التربوي، كان ذلك شيئاً ملاحظاً بل مشهوداً للعيان نحو أداء علاج فكري متواضع داخل بلادنا، في هذا الوقت بالذات الذي يأتي في مرحلة نحن في أشد الحاجة إليها، وهذا الأمير حينما قال ذلك وهو رجل الأمن الأول فهو خير من يلحظ ويشهد المفارقات في سلوكيات بعض أفراد المجتمع سواء من قِبل التربوي أو متلقي الأدبيات التربوية عامة، وهنا أراد الأمير أن يبث رسالة ذات معانٍ عدة، أهمها وجوب النهوض بحراك تربوي كنا نعهده من ذي قبل، داخل مساجدنا ومؤسساتنا التعليمية والتربوية، فلا مجال للإخفاقات هنا، في بلد مشهود له بتطبيق الشريعة الإسلامية السمحة خير تطبيق، وذلك عندما يخفق التربوي في تربية الأجيال، أو ينقل التربوي مفاهيم لا تبت للقرآن الكريم والسنَّة المطهرة بشيء، ولا لأدبياتنا المتعددة المناحي، ولا لأخلاقنا الحميدة التي تربى هذا المجتمع الإنساني عليها، إن ما قاله هذا الأمير هو رسالة دعوة ذات أبعاد دينية ووطنية واجب الوقوف عندها، والسعي نحو ترجمتها، ليعيد كل تربوي، وكل أب، وكل أُم، وكل ولي أمر حساباته، ويسمو بعطاءاته الفكرية نحو توجهات ذات مردود يهذب النفس، ويطور الأخلاق، ويشيع في الأرض الأمن والأمان، وينشر الخير بين الناس، نابذاً الحقد والكراهية والبغضاء، وصولاً إلى بناء مجتمعي سليم قويم، أساسه ونهايته اتباع كتاب الله وسُنة رسوله محمد بن عبدالله صلوات الله وسلامه عليه.

ناسوخ 2697771-01


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد