Al Jazirah NewsPaper Thursday  26/05/2007 G Issue 12658
رأي الجزيرة
السبت 9 جمادى الأول 1428   العدد  12658
الخليج وأوروبا

تشكل منطقة الخليج العربي هدفاً مهماً لكثير من الكتل الدولية التي تسعى بشكل دؤوب لإرساء قواعد شراكة إستراتيجية طويلة الأمد تشمل في طموحاتها المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية, التي أصبحت تتداخل وتتقاطع في كثير من مسارات البرغماتية السياسية وقناعات ومبادئ التخادم السياسي بين وحدات المجتمع الدولي.

القارة الأوروبية ومنظومة الاتحاد الأوروبي تمثل أحد أهم أقطاب صنع القرار الدولي وتنظر الآن إلى دول الخليج كمجال حيوي جديد لإرساء ثنائية شراكة مع مجلس التعاون الخليجي الذي هو بدوره من المنظمات الإقليمية المهمة في هذه الحقبة من الزمان التي تسيطر عليها فلسفة التكتلات السياسية والاقتصادية العملاقة والأزمات الدولية الخانقة والمهددة للأمن والسلم الدولي كأزمة احتراق العراق في أتون الحرب الأهلية والملف الإيراني النووي وما يسببه من تهديد وصداع دولي أضحى بقدر من الخطورة التي تتعدى مرحلة المسكنات الدبلوماسية والتصالحية, وفي لبنان حيث تتشارك أوروبا والخليج الهم ذاته في الحفاظ على استقرار البلاد وإبعادها عن أشباح الحروب الأهلية التي يُخشى أن تقودها إليها سياسيات الاستتباع والتمذهب السياسي والتطرف الذي بدا يتغلغل في المخيمات ومنه إلى فلسطين السليبة والمترنحة تحت نير الاحتلال الإسرائيلي المرتكز على الدعم الأمريكي الأعمى في أحادية القطب الواحد المسيطرة على العالم.

كل هذه القضايا وغيرها من الملمات الدولية تجعل من التشاور والتنسيق الخليجي الأوروبي جهداً مهماً في مسار الحفاظ على المصالح المشتركة للكتلتين الخليجية الأوروبية سواءً أكان ذلك سياسياً أم اقتصادياً أم معرفياً وثقافياً وهي الأبعاد التي تضمنتها أجندة وجدول أعمال المنتدى الخليجي الأوروبي الثاني (يورو كولف) الذي يبدأ أعماله في الرياض مساء اليوم بمشاركة لفيف من رجال السياسة والفكر والإعلام والأكاديميين المتخصصين إذ تتناول محاضراتهم رزمة من القضايا المهمة والإستراتيجية في العلاقة الخليجية الأوروبية يتصدرها البعد الأمني والجهد الثنائي المشترك للإسهام في إنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة والآفاق الجديدة للحوار في منطقة الخليج بين المعادلة الإيرانية والمأزق العراقي بالإضافة إلى البعد التعليمي والهموم والقيم المشتركة بين الخليج وأوروبا واستعراض ومناقشة الانتخابات الفرنسية التي كانت من أهم الأحداث الدولية الأخيرة أهميةً نظراً للثقل السياسي والدولي للجمهورية الفرنسية في محيطها الأوروبي والعالمي.

كل هذه المحاور النقاشية والتحاورية ذات الطرح الأكاديمي والتخصصي ستلعب دوراً مهماً في إرساء قواعد التعاون الدولي بين قطبين مهمين في السياسية العالمية يؤثران في محيطهمها الإقليمي ولهما أيضاً جهودهما الجبارة في الحفاظ على السلم والأمن الدولي.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد