Al Jazirah NewsPaper Tuesday  04/06/2007 G Issue 12667
رأي الجزيرة
الأثنين 18 جمادى الأول 1428   العدد  12667
توزيع الأدوار لتطويق أزمة لبنان

تفرض مسألة الأزمة التي تسببت فيها ما تسمى مليشيا فتح الإسلام في شمال لبنان التي تأخذ شكل الكارثة السياسية والإنسانية مسؤوليات جمة على عدة أطراف، فإلى جانب لبنان الحكومي والرسمي الذي دفع بجيشه لإعادة الأمن إلى المنطقة، فإن المنظمات الفلسطينية بمختلف مسمياتها مطالبة بالإسهام في تطويق الأزمة طالما أن الأمر يتعلق بمخيم فلسطيني، وربما بمقاتلين فلسطينيين ضمن هذه المليشيا المارقة، وذلك على الرغم من أن القريبين من الأزمة يتحدثون عن مليشيات متعددة الجنسيات، لكن يبقى مع ذلك أن الأحداث تتخذ من المخيم مسرحاً لها.

المسلك العنيف لهذه الجماعة، كونها قفزت إلى الساحة وهي مدججة بالسلاح دون ترتيبات سياسية، ينبه إلى أن خطرها قد يتجاوز مجرد أرض لبنان إلى أي أرض أخرى تستطيع أن تتسلل إليها، ومن هنا فإن تطويق الأخطار يستوجب عملاً عربياً منسقاً باعتبار أن الأخطار تبدو ذات طبيعة شاملة.

وكل ذلك قد يكون ضمن ترتيبات لاحقة، لكن ما يواجهه لبنان اليوم هو الذي يستوجب عملاً عربياً مشتركاً وآنياً وعاجلاً، بحيث يتمكن لبنان من اجتياز هذه الأزمة سليماً معافى، والقلق على لبنان ينبع من طبيعة هذا البلد، ومن تاريخه القريب ومن حاضره المثقل بالهموم والمصاعب والخلافات، ومع ذلك فقد استقطب لبنان اهتمامات قوى عربية كثيرة وفاعلة طوال مسيرته وهو يتلمس طرق الوفاق ومساراته.

وسيكون من المهم توفير الغطاء السياسي العربي اللازم للبنان؛ وهو يتخذ من الإجراءات الأمنية ما يمكنه من استعادة أمنه.. فلبنان يحتاج إلى الوحدة أكثر من أي وقت مضى؛ لأن المصاعب تعصف به من كل جانب.

ولهذا فإن أي طرف عربي يستطيع أن يعمل في المجال الذي يمكن أن يقدم فيه عطاء نافعاً ومجدياً، وخصوصاً باتجاه استعادة اللحمة اللبنانية، وتعزيز أواصر الوحدة بين أجزائه.

وعلى سبيل المثال، فإن مختلف القوى الفلسطينية مطالبة بالإسهام بدور فاعل طالما أن جانباً من الأزمة يتعلق بمخيم نهر البارد، وعندما نقول: مخيم، فإنه تتوارد إلى الذاكرة عدة مخيمات فلسطينية في لبنان، وكما رأينا مع تطورات أزمة البارد كيف أن هناك ململة في المخيمات الأخرى وأن الذاكرة لا تكف عن استعادة صور قديمة للمخيمات كانت فيها مسرحاً لأزمات كبرى، وأن تلك التداعيات تستدعي أيضاً استعراضاً لكامل العلاقة اللبنانية الفلسطينية وما يعتريها من هنات ومصاعب في بعض الأحيان.

ولهذا فإن الدور الفلسطيني مطلوب بشدة للإسهام في تهدئة أزمة البارد، وذلك على الرغم من الهوية المبهمة لجماعة فتح الإسلام، لكنها بطريقة أو أخرى لها وجه فلسطيني، ومع الإشارة إلى أن الفصائل والتنظيمات الفلسطينية كافة تبرأت من أي صلة لها بها مع انطلاق أول رصاصة من نهر البارد.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد