Al Jazirah NewsPaper Tuesday  04/06/2007 G Issue 12667
الريـاضيـة
الأثنين 18 جمادى الأول 1428   العدد  12667

رئيس الهلال.. يداك أوكتا وفوك نفخ

د.سعود عبد الرحمن العجاجي

قد يبدو للوهلة الأولى لقارئ هذا المقال في هذا التوقيت تحديداً أنه بسبب إفرازات خسارة الهلال لمباراته أمام شقيق االاتحاد في نهائي مسابقة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين، وقد يكون لديه بعض الحق حيث إن الأمر لا يخلو، لكن بحكم متابعتي اللصيقة لمسيرة نادي الهلال منذ أن وعيت منافساته وتحديداً من انطلاقة أول دوري ممتاز بدأت ألحظ أموراً قد تكون ذات فائدة لك يا رئيس الهلال سواءً استمررت في منصبك، أو استقلت فلعله ينفع من بعدك.

أخي الرئيس: من يتولى قيادة فريق بوهج وسمعة ومكانة نادي الهلال يجب أن يكون لديه حكمة فهذا النادي لبقية أندية المملكة لمن كان محايداً ومنصفاً كالقمر بالنسبة للنجوم وكالشمس بالنسبة للكواكب وهذه حقيقة فرضها تاريخ وسمعة ورجالات ومنسوبي هذا النادي العملاق، وعلى هذا الأساس يجب أن تكون القرارات الإدارية والتصريحات الشخصية مضبوطة بضابط الحكمة والهدوء فما بُني في سنوات أطول من عمرنا يجب أن نحافظ على مكانته ووضعه كما هو، وإن لم نستطع فمن الشجاعة أن نترجَّل.

صديقك من صدَقك لا من صدّقك.. أخي الرئيس: لذلك كانت هناك أمور أودت بمنافسات هذا الموسم، وقد تودي ببطولة آسيا إن لم يتم تدارك الوضع ومن هذه الأمور الآتي:

أولاً: الاستقرار النفسي والإداري مهم جداً لأي منشأة حكومية كانت أو خاصة من أجل ضمان الوصول لأفضل النتائج المرجوة لتلك المنشأة.. وأنت أخي الكريم طوال هذه السنة وأنت تتوعد في أكثر من مرة بتقديم الاستقالة بل وأيضاً قدمتها فعلاً ثم سحبتها، وهذا مما لا شك فيه عَصفَ بالاستقرار النفسي والإداري طوال هذا الموسم لكامل المنشأة، والمقصود هنا كرة القدم وليس باقي الألعاب، لأنه أصلاً اهتمامكم كان منصباً على القدم دون سواها.. أما بقية الألعاب فأنتم غافلون عنها، وكل ما تحقق للهلال الكيان كان بجهد المخلصين في تلك الألعاب دون أن يكون لكم أثرٌ فيه.

ثانياً: قمتم بكل غرابة بالموافقة على استقالة الإداري الرائع والخلوق والمنظم وصاحب الرؤية الواضحة الأستاذ عادل البطي وكأنكم من اضطره إليها دون مراعاة لما قد ينتج جراء خسارة مثل هذه العقلية على الاستقرار الإداري لفريق كرة القدم وعلى الرؤية الجيدة التي يملكها وآثرتم الاستعانة بالأخ منصور الأحمد صاحب القدرات الإدارية المتواضعة كما كان متواضعاً فنياً إبان تمثيله فريق الهلال ومما يدل على ضعف إمكانياته الإدارية هو خسارة نجم واعد ورائع مثل ماجد المرشدي من جراء موقف الأحمد الشخصي منه دون أن تحرّك ساكناً.

ثالثاً: التغيير العجيب وغير المبرر للمدرب بيسيرو وكان الفريق متصدراً الدوري ومجموعته في كأس الأمير فيصل وكانت الحجة أنه في غير طموح الهلال ككيان فإذا كان كما تزعمون فكيف تمَّ التعاقد معه في الأصل؟.. ثم أتيتم بسيريزو وأُطيح برأسه خلال خمسين يوماً دون أي منطق يدعم ذلك الاستغناء.. وثالثة الأثافي أتيتم بالمفلس فنياً وصاحب العقلية المتحجرة والتخلف الخططي باكيتا، وهو من تولى زمام تدريب المنتخب الأول لمدة عام كامل وفشل معه بشكل ذريع ومخزٍ.. والأعجب أنكم تعلمون أنه لن يستمر معكم فأنتم أخذتموه وتعلمون يقيناً أنه لا يُوجد لديه أي طموح مع فريقكم، وأنه ذاهب على كل حال سواء أنجز أم عجز.

رابعاً: لا أدري ما هي الحكمة ولا المقصد من إرهاق لاعبي الفريق بمعسكر في العين؟.. ولو أن الذي خطط للمعسكر هذا رئيس الفريق المضاد لفهمنا أنه يرغب في إرهاق فريقنا.. أما وقد أتت من رئيس الهلال فلا نملك إلا أن نقول: إنا لله وإنا إليه راجعون.. فبأي منطق يفعل هذا وكيف لا يصل لاعبو الفريق إلى معسكرهم إلا في فجر المباراة النهائية؟.. أمر يجعل الحليم حيران، ولماذا لم يعسكر بهم في العين إن كان لازماً بعد آخر مباراة في الدوري قبل ثلاثة أسابيع ويُؤتى بالفريق في الأسبوع الأخير للرياض كي يتم ضمان سلاسة المعسكر وراحة اللاعبين.

ختاماً أقول للهلاليين: سيبقى ناديكم كما عهدتموه جاء من جاء، وذهب من ذهب، ويبقى الهلال هو الوسام الذي يُكرّم به من يعمل لأجله.. فيكفي الهلال فخراً أنه الفريق الذي ينتمي إليه عشاق كل ما هو راقٍ فناً وذوقاً وبهاء.. والهلال كالشجرة المثمرة التي يحاول الحاسدون والجاهلون رميها بالحجر والدليل أنه النادي الذي يجتمع عليه أعداء النجاح ومن يعانون من فشل فرقهم وكأني بالهلال يقول لهم:

أنام ملء جفوني عن شواردها

ويسهر الخلق جراها ويختصموا

رسالة لبعض لاعبي الهلال الذين فقدوا مستوياتهم ولم يعد بإمكانهم خدمة هذا الكيان: انسحبوا واتركوا بواقي صوركم الجميلة من قبل أن يلفظكم الهلال، فالهلال لا يحتمل أن يكون في جوفه شيء نشاز، فلا تكونوا نشازاً.

saudalaiaji@yahoo.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد