Al Jazirah NewsPaper Saturday  09/06/2007 G Issue 12672
الريـاضيـة
السبت 23 جمادى الأول 1428   العدد  12672
الوسيط محمد العائد يكشف العديد من ألاعيب بلاد السامبا
عالَم الوسطاء البرازيليين عبارة عن مافيا معقّدة وعلى أنديتنا أن تحصّن نفسها ضدهم جيداً

كتب - عبد العزيز العبيد

حذَّر الوسيط السعودي محمد العائد ما أسماه بمافيا وسطاء كرة القدم البرازيليين.. وقال العائد الوسيط المتخصص في أمريكا الجنوبية وخصوصاً البرازيل بأنه على الأندية السعودية أن تحذر كثيراً خلال تعاقداتها مع اللاعبين البرازيليين وخصوصاً عن طريق الوكلاء هناك وقال: (سبق وحذرت بعض الأندية لدينا في تعاقدات سابقة ولم يأخذوا بكلامي وتبين لهم صحة ما قلته لهم، لكن بعد فوات الأوان).

وفي تفاصيل أكثر أوضح العائد بأن الأندية بعيدة كثيراً عن البرازيل ويستغل بعض الوسطاء هذا البعد وصعوبة المتابعة للاعبين هناك بشبكة اتصالات فيما بينهم للحصول على أسعار خيالية ومبالغ فيها كثيراً عن السعر الأصلي والفعلي للاعب وقال: (الوسطاء البرازيليون سواء المعتمد منهم وغير المعتمد أصبحوا خبراء في التعامل مع الأندية الخليجية ويعرفون تماماً قدرات جميع الأندية التي تتعامل معهم ومنها القدرات المالية حيث يتغير السعر لنفس اللاعب بين ناديين أحدهما صغير والآخر كبير حسب القدرة الشرائية لكل نادٍ وبذلك تخسر الأندية مبالغ أكبر مما يفترض نتيجة لهذه الألعاب بين الوسطاء).

وأضاف بأن من الألعاب الحاصلة أيضاً أن الوسيط المخاطب للاعب من الممكن أن يضيع جزء من حقه لو أرسل وسيط آخر بريداً إلكترونياً للاعب نفسه أو المدرب أو الوسيط الأصلي عن موضوع التعاقد واستطاع إثبات ذلك فيما بعد حسب النظام هناك وبشكل قانوني أيضاً، مما يجعل اللاعبين والوسطاء شديدي التكتم حول أمور التعاقدات والخطأ الذي تقع فيه الأندية هنا هو كثرة السؤال عن اللاعب من أكثر من جهة وهو ما يتيح لأكثر من وسيط الدخول للصفقة مما يرفع مبالغ التعاقد وخصوصاً أن كل وسيط خاطب اللاعب من الممكن أن يحصل على نسبة حسب النظام والقانون البرازيلي في المحاكم وذلك في حال ثبوت تدخله أو الحصول على رد ولو بواسطة البريد الإلكتروني وهو ما يوتر مدير الأعمال واللاعب نفسه ويفقدهما الثقافة في التعامل مع الأندية، وأن هذا الأمر سبق وأفسد الكثير من الصفقات بين الأندية السعودية وعدد من المدربين واللاعبين البرازيليين لتوزع نسبة الوسطاء بين أكثر من شخص والطمع في الدخول لهذه الصفقات وقال: (هذه الأمور أيضاً تفقد العرض جديته لدخول أكثر من وسيط في المفاوضات وأيضاً تفقده عنصر السرية وهو ما يتيح الفرصة إما لإفساد الصفقات أو الحصول على جزء من الغنيمة).

وبيّن الوسيط السعودي أن عدم إجادة اللغة الإنجليزية لعدد كبير من مسئولي الأندية هناك ومديري أعمال اللاعبين واللاعبين أنفسهم والمدربين أيضاً هو مشكلة أخرى لأن ذلك يجعلهم عرضة لاستغلالهم من قبل مقدمي العروض لهم بأخذ نسب إضافية مما يجعل المدرب واللاعب يزيدون من مطالبهم المالية لتغطية الطلبات الزائدة لهؤلاء الوسطاء.

وقال: (الكثير ممن يعرض اللاعبين على الأندية هنا أو المدربين لم يسبق له الذهاب للبرازيل أو مشاهدة اللاعبين فعلياً على أرض الملعب ولذلك توجد الكثير من المعلومات المغلوطة، التي تنقل للأندية هنا بسبب ضعف الخبرة الفعلية بالملاعب البرازيلية والاعتماد على اللقطات المرسلة ولا أكثر من ذلك.. كما أن تلهف بعض الأندية للحصول على اللاعب أو المدرب قبل الأندية الأخرى يفتح مجالاً كبيراً لارتفاع الأسعار وسببه استغلال البعض لهذا التلهف والاستعجال بإيهام النادي بأن هناك من ينافسهم على نفس الصفقة، والمفروض أن يتبين للجهة الأخرى الجدية في العرض وأن يكون النادي السعودي حاسماً في مفاوضاته وهذا ما يجعل الأمور تتجه للوضوح والمباشرة).

وقال العائد بأن تجربته في الملاعب البرازيلية التي تتجاوز العشرين عاماً وإجادته اللغة البرازيلية (البرتغالية) وتعامله مع العديد من الأندية مباشرة والمكاتب واللاعبين والوسطاء ومن ضمن الأمثلة الكثيرة هناك اعتماد المكاتب على إنشاء مؤسسات وهمية في أوروبا، وذلك لغسل الأموال القادمة من كرة القدم بشكل غير مشروع وقانوني، وهو الأمر الذي أوقع العديدين في ورطات ملاحقة القضاء لهم حتى إن أحد الوسطاء الشهيرين يقبض عليه بشكل دوري للتحقيق معه في تهريب الأموال وغسلها ومن ضمن القضايا أيضاً تلك التي تمَّ القبض فيها على شبكة مكونة من أكثر من 12 وسيطاً وما يزيد عن 42 شخصاً بسبب التداخل في المصالح في قضايا وساطات كروية بل إن إحدى الدول جمدت حسابات بنكية خاصة بوكيل لاعبين بسبب تلاعبات غير قانونية ومشاكل كثيرة أدت إلى فصل موظفين معتمدين في هذه الدول بسبب علاقاتهم المشبوهة مع هؤلاء.

وضرب العائد اللاعب الفيس مثلاً على بعض ما يحصل من الأندية هنا وقال: (عرضته على أحد الأندية السعودية بمبلغ 500 ألف دولار لفترة من الموسم ورفضوه، ثم اشتراه نيفين الهولندي بمبلغ 5.5 مليون يورو، والآن هو هداف الدوري الهولندي وسيتوج من ضمن أفضل ثلاثة هدافين في أوروبا لهذا الموسم رغم كونه صانع لعب وهو مرشح للانتقال لنادي باريس سان جيرمان بمبلغ لا يقل عن 10 ملايين يورو، وكذلك اللاعب فابريسيو الذي أوصل نادي الخور القطري إلى نهائي الكأس رغم أنه صعد حديثاً واستطاع البقاء في دوري المحترفين، وكذلك قدمت عدداً من النصائح لبعض الأندية ولم يأخذوا بها واتضح لهم صحة كلامي، لكن بعد أن دفعوا الملايين بدون أي فائدة فقط ليمنحوا لبعض اللاعبين رحلات سياحية واستجماماً في بلادنا بكل أسف).

وأوضح أيضاً بأن عدم التعامل مع اللاعبين المحترفين عليهم واجبات يجب أن يؤدوها في الملعب والتساهل معهم يجعلهم يتساهلون إلى أبعد حد، ثم عندما يريد الندي أن يطالبه بما عليه أو التفاهم معه فإنه من المستحيل أن تتم الأمور إلا بحدوث مشكلة أو يكون التقويم بالقوة مما يفتح المجال للزعل وبقاء ترسبات في الناحية النفسية من قبل الطرفين وأن الأمر الصحيح هو إعطاء اللاعب حقوقه، لكن الاستفادة منه يجب أن تكون بأقصى طريقة ممكنة وقال العائد: (أنا على استعداد للتعامل مع جميع الأندية السعودية والخليجية متى ما بينوا المصداقية والجدية في العمل الاحترافي في التعاقد.. وسأكون في صف النادي واللاعب معاً لإزالة الكثير من الملابسات التي تواجه الطرفين). وطالب العائد الاتحاد السعودي لكرة القدم بأن يلزم الأندية بعدم التعاقد مباشرة عن طريق وسطاء أجانب ليس لهم وكلاء سعوديون هنا وهو الأمر الذي سيضطر الوسطاء الأجانب إلى البحث عن وكيل لهم في المملكة ليضمن هذا الأمر حفظ حقوق الوسطاء والأندية السعودية وأيضا يبقى جزء من الأموال في البلد كما هو الحال في وكلاء السفر والفنادق والشحن وغيرها.. أيضاً اللاعبون سيكون لهم من يرعى حقوقهم هنا ويتابع أمورهم وهو ما لا يحصل مع الوسيط الذي يبعد عنهم آلاف الكيلومترات.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد