Al Jazirah NewsPaper Friday  07/07/2007 G Issue 12700
مقـالات
السبت 22 جمادىالآخرة 1428   العدد  12700
زكاة الأموال.. تشريع وإنفاق
عبدالله صالح محمد الحمود

تأتي الزكاة في الركن الثالث من أركان الإسلام الخمسة ترتيباً، ولعظم هذا الركن الإسلامي فقد سبق ركني الصوم والحج، وقد شرع الله جلَّت قدرته هذا الركن بتوجيه إلهي حميد، ولم يكن الهدف من هذا التشريع إعطاء الفقير مالاً من أموال الغني فحسب، بل أتى لتكون الأموال في حراك اقتصادي مستمر،

لتفعيل التعاملات بين المسلمين، ويحث الغني على توظيف ماله التوظيف المعتمد شرعاً، ليتأتى جراء ذلك منافع عدة من أهمها: التسبب في مشاركة الغير من البشر في العمل مع صاحب المال؛ حتى يكون للبشرية أعمال تسد احتياجاتهم المعيشية، وتهيئ لهم حياة عملية يعيشون من خلالها في أمن وأمان. وعندما نتحدث عن مسؤولية إنفاق الزكاة، وهنا نتطرق إلى زكاة الأموال، فإننا ننبه إلى عظم مسؤولية هذا الركن الإسلامي المهم، فهناك من الأغنياء الذين حباهم الإله بأموال وفيرة، ويلحظ على البعض منهم التهرب من دفع الزكاة من خلال تبريرات عدة، فنجد البعض يدعي أن بضاعته أو أصوله التي لديه لا تستحق الزكاة، والبعض يدعي أن عليه دَيْن فكيف له أن يزكي، والمحزن أن ذلك الشخص يفعل ذلك دون أن يكلف نفسه عناء السؤال لأهل الذكر عن مدى إعفائه من دفع الزكاة حسب هذا الدَيْن الذي يدعيه، أي ربما يكون دَيْنا بأجل أو دَيْنا لدى مليء، وبهذا قد يفتى له على سبيل المثال بعدم علاقة هذا الدَيْن أو ذاك بوجوب دفع الزكاة منه. والبعض الآخر يوهم نفسه بأن ما لديه من مال وعقار لا علاقة له باستحقاق الزكاة، أو يقنع نفسه بعدم حلول الحول على هذه الأموال أو هذه العروض (عروض التجارة)، وبالتالي يجزم بأن لا زكاة لديه. وعندما شرع الله سبحانه وتعالى هذا الركن، وضع له قواعد وأسسا تنظم آليات احتساب مدده، ومقدار نسبة الإخراج، وضوابط إخراج الزكاة عامة.. وعلى من لا يعلم ذلك فعليه أن يسأل أهل الذكر، يقول الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} «7» سورة الأنبياء.

وهنا واجب على كل مسلم مؤمن بالله أن يتقي الله في نفسه، وأن يبادر بدفع زكاة المال التي شرعها الله لتؤخذ من أغنياء الناس وتعطى لفقرائهم، يقول الله تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} «103» سورة التوبة.

وهنا فالمنصوح توخي الحذر والمبادرة السريعة في الاهتمام بهذا الركن العظيم، وألا يجعل المرء التهاون أو التقاعس أساس نياته وأعماله، كما أنه في الوقت نفسه على المزكي أن يتحرى مستحق الزكاة دون غيره.

والله من وراء القصد.

كاتب اقتصادي


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد