Al Jazirah NewsPaper Wednesday  29/08/2007 G Issue 12753
رأي الجزيرة
الاربعاء 16 شعبان 1428   العدد  12753
محاولات عزل لبنان

استنكار لبنان بمختلف تشكيلاته الحزبية والطائفية بمن في ذلك جماعات المجتمع المدني للتهديدات الموجهة للسفير السعودي في بيروت، يشير إلى أن الجهة التي أصدرت هذه التهديدات هي جهة معزولة، فهذا التأييد الواسع النطاق للمملكة فضلاً عن أنه يقدر للمملكة ما تقوم به من دور توفيقي مهم ومفصلي من أجل اجتياز لبنان أزمته السياسية، فهو يعبر أيضاً عن رفض شديد لهؤلاء الذين يستطيبون العمل وراء واجهات مبهمة من أجل عزل لبنان عن محيطه العربي الحيوي الذي يرفده بمقومات القوة وأسباب الصمود في وجه كل الاستهدافات التي ترمي إلى تقويض وحدته وجعله أسيراً للقوى المتربصة به..

هذه التهديدات تأتي حتى الآن بنتائج عكسية لما خطط له مطلقوها، فهي من جهة أكدت الحرص الكبير والشديد على الدور السعودي في لبنان، كما نبهت من جانب آخر إلى ضرورة الحذر تجاه ما يخطط له بعضهم للبنان، حيث يتعجلون الدفع به إلى أتون الفوضى والاضطراب من خلال الاغتيالات، مع محاولتهم تجريده من السند المخلص الذي يقدمه الأشقاء، ومنهم بشكل خاص المملكة التي وقفت مع لبنان طوال عقود عديدة وكان دورها إيجابياً وعملياً، بالطريقة التي عكست طوال الوقت التفهم المتعمق لما يعانيه لبنان من أزمات، والعمل على حلها وتسويتها بطريقة حظيت بتقدير كل ألوان الطيف السياسي وإجماعها على الساحة اللبنانية، وقد جاء اتفاق الطائف نتاجاً لهذا التفهم، وهو اتفاق أثبت قدرته وفعاليته واستيعابه لجميع الهموم اللبنانية، فهو المرجع والأساس لكل محاولات التسوية والتوافق على الساحة اللبنانية..



إن العمل على حرمان لبنان من مثل هذا الدور الحيوي والمهم، هو عمل لا يستهدف سوى كل الشرور للبنان، وهو عمل مصيره الفشل والإحباط، كما أنه عمل يفصح عن تخبطه من خلال تعمد أسلوب التهديد بالقتل؛ ما يعني بصورة واضحة أن الذين يقفون وراء تهديد سفير المملكة، يفتقرون إلى الوسائل التي من شأنها التعاطي بصورة واضحة وتحت الأنظار في ساحة سياسية لبنانية تستوعب الجميع..

وأخيراً، فإن الدور العقلاني للمملكة لن تعطله مثل هذه الجهات المبتورة التي تفتقر إلى مقومات المواجهة، فقد اعتادت المملكة التحرك بطريقة واضحة للجميع، وليس لديها ما يدعوها إلى التخفي أو العمل في الظلام باعتبار أنها تنطلق نحو أهداف خيرة تستهدف صالح لبنان والبعد به عن أجواء الاضطرابات، حيث ترسخت صورة المملكة في لبنان بل وفي كل المحيط العربي والإسلامي باعتبارها داعية للسلام والاستقرار والاعتدال..

***


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد