Al Jazirah NewsPaper Friday  10/10/2007 G Issue 12795
رأي الجزيرة
الاربعاء 28 رمضان 1428   العدد  12795
الإسلام والغرب

التباعد الكبير بين الرؤى والأفكار ومحاولات البعض تجاوز مواقف الآخرين على صعيد المجتمع الإنساني تسهم في تعميق المصاعب التي يعاني منها عالم اليوم، ومع ذلك فهناك من يحاول تضييق هوة الخلافات خاصة بين أصحاب الديانات المختلفة، وكان للمسلمين قصب السبق نحو ترميم بعض مجالات سوء الفهم، وثمة مبادرتان تستوجبان الوقوف عندهما بهذا الصدد وتتناول الاثنتان الموقف من الإسلام والمسلمين في عالم اليوم.

ففي أسبانيا بدأ أمس مؤتمر دولي لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا حول التعصب والتمييز تجاه المسلمين والتعرف بشكل أفضل على هذه الظاهرة ومكافحتها في القارة.

وفي الولايات المتحدة اعترف الكونجرس مؤخرا بأن الدين الإسلامي من أعظم الديانات.

وفي المسألتين ما يشير إلى استجابة لجهود إسلامية واسعة النطاق على مستوى الجاليات الإسلامية وعلى مستوى تحركات لدول مسلمة تستهدف تنقية الإسلام مما لحق به من تشويه، وبعض من يقفون وراء التشويه من أبناء جلدتنا يحملون هوية هذا الدين العظيم لكنهم حاولوا تفسير النصوص الدينية على هواهم وشنوا ما ظنوا أنه جهاد، فقتلوا ثلاثة آلاف بينهم مسلمون في الحادي عشر من سبتمبر عام 2001م كما قتلوا 191 في اعتداءات القطارات بأسبانيا عام 2004م.. وشكلت الحادثتان فرصة ذهبية لمن تربصوا بالإسلام والمسلمين وتحينوا الفرص للكيل لهما والانتقاص من ديننا العظيم.

كانت الهجمة التي أعقبت حادثي نيويورك واسبانيا شديدة الوطأة على المسلمين الذين يعيشون في الدول الغربية، وتعرضوا لمضايقات أمنية واجتماعية ممضة، فيما تكونت مرجعيات فكرية تندد بالإسلام وتتخذ من الهجوم عليه مشروعا طويل المدى، وراجت ولا تزال صور مشوهة للإسلام ومحاولات لا تفتر لربط الإسلام بالإرهاب.

وبينما تحدث المفكرون الغربيون في وقت سابق للحادثتين عن حوار الحضارات، فإن هذه العبارة اختفت من الأدبيات الفكرية التي تتناول الأديان، وحل محلها توجه صدامي ينبذ كل ما هو إسلامي، إلى الدرجة التي استعاد فيها حكام من الغرب تعبيرات مثل الحرب الصليبية واستئصال المسلمين، وبدت الحرب التي تشنها قوى غربية ضد الإرهاب وكأنها موجهة بالأساس ضد الإسلام.

في مثل هذه الأجواء من المهم أن نسمع عن المؤتمر الأوربي في اسبانيا حول التعصب تجاه المسلمين، فهذا يشير إلى أن هناك من ينظر إلى الأمور بموضوعية، على الأقل من جهة التفريق بين الإسلام والإرهاب.

ومن المهم أيضا أن يدور الحديث في الكونجرس عن عظمة الدين الإسلامي، رغم أن ديننا الحنيف هو كذلك منذ انبثاق نوره على الأرض.

يبقى من المهم أيضا التمسك بفضيلة رد التحية بأفضل منها، والتقدم نحو هذه المبادرات بخطوات أبعد وأطول، وذلك هو ما يحث عليه ديننا الحنيف (وإذا حُييتم بتحية فحيوا بأحسنَ منها).

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244






 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد