Al Jazirah NewsPaper Friday  19/10/2007 G Issue 12804
رأي الجزيرة
الجمعة 08 شوال 1428   العدد  12804
جولة رايس.. نتائج بحجم التوقعات

كانت محطة بيت لحم هي الوحيدة التي أشاعت نوعاً من الدفء خلال الجولة التي أنهتها ليل الأربعاء وزيرة الخارجية الأمريكية للمنطقة، فهناك زارت رايس كنيسة المهد، وقالت كلاماً سياسياً ذا أبعاد دينية، مشيرة إلى أن ديانات التوحيد الثلاثة التي تعايشت على أرض فلسطين ينبغي أن تكون قوة مصالحة لا قوة تفريق، كما التقت في تلك المدينة بعضاً من ممثلي المجتمع المدني الفلسطيني؛ حيث تلمست جوانب من المعاناة الفلسطينية التي عايشتها لدقائق أيضا خلال اضطرارها الدخول إلى بيت لحم عبر فجوة في الجدار العازل قائلة: (لا أحد يريد هذه الحواجز)..

وبصفة عامة، فقد تطابقت توقعات رايس مع الوقائع على الأرض؛ فهي بدأت جولتها بالقول إنها لا تتوقع اختراقا باتجاه التسوية وهذا بالفعل ما انتهت إليه الزيارة؛ حيث تصلب الإسرائيليون في مواقفهم، ولم يقدموا شيئاً يمكن أن يتجاوب مع الطرح الفلسطيني الذي ينادي بإصدار وثيقة تتصل بالقضايا الأساسية مثل وضع القدس واللاجئين، وإزالة الكيانات الاستيطانية الكبرى والحدود، وكل الذين التقتهم رايس في الجانب الإسرائيلي برروا عدم استطاعتهم التطرق لتلك القضايا بالقول: إن الاقتراب منها يعني نهاية أولمرت، وإنه لو تجرأ أولمرت على التداول بشأنها مع الفلسطينيين فإنه لن يجد حكومة يرأسها حال عودته من مؤتمر الخريف.

إزاء ذلك بدا أن الفلسطينيين، وعلى حد قول الرئيس أبومازن غير مستعدين للذهاب إلى مؤتمر الخريف بأي ثمن، وفي غياب أي ضغط أمريكي على إسرائيل للتعاطي الإيجابي مع مقتضيات السلام.

ومن الطبيعي إزاء ذلك أن تأتي نتائج جولة رايس مخيبة للآمال ووفقاً لما توقعته هي ذاتها، فقد خبرت الوزيرة الأمريكية التعامل مع الجانبين، وهي تدرك أن لاسبيل للضغط على الإسرائيليين، بينما كانت تؤمل في أن تفعل ذلك مع الفلسطينيين المنقسمين على أنفسهم، لكن حتى هذا الانقسام لم يستطع زحزحة الرئيس الفلسطيني عن الثوابت التي يعني الانتقاص منها انتحاراً سياسياً لن يقدم عليه أي قائد فلسطيني وهو بكامل قواه العقلية..

وكانت هناك تلميحات خلال محطات هذه الجولة بإمكانية تأجيل مؤتمر الخريف، خصوصا وأن الخريف ليس يوما محدداً بل هو فصل يحتوي على أيام عديدة، كما أنه موعد فضفاض يدخل فيه جزء من شهر نوفمبر وأوائل ديسمبر، وقد يصار إلى إلغاء كامل الفكرة؛ خصوصا وأنها تأتي والستار يكاد يسدل على آخر أيام بوش في البيت الأبيض، وكل من في هذا البيت يتطلع إلى نهاية سعيدة، ومن المؤكد أن بوش يسعى إلى فعل ذلك، وهو لذلك سيتجنب كل ما من شأنه أن يؤدي إلى خاتمة هزيلة لفترة رئاسته.

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244








 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد