Al Jazirah NewsPaper Sunday  04/11/2007 G Issue 12820
رأي الجزيرة
الأحد 24 شوال 1428   العدد  12820
بين العراق وجيرانه

فرضت الأزمة الساخنة على الحدود العراقية التركية نفسها على مؤتمر دول الجوار العراقي، ومع ذلك فقد حاول العراق ممثلاً في رئيس وزرائه نوري المالكي توجيه المؤتمر إلى مساره الأصلي الذي يُفترض أن يسير فيه دون السماح بتشويش الأزمة على المداولات. ولهذا فقد حرص المالكي على التأكيد على أهداف المؤتمر المتمثلة بشكل خاص في مساعدة العراق، ومن ثم ركز على تقديم جرد حساب حول الإنجازات التي تمت منذ مؤتمر شرم الشيخ لدول الجوار، مشيراً بشكل خاص إلى أن العراق بات قريباً من إعلان الانتصار على تنظيم القاعدة وتفكيك الميليشيات، مع التركيز على الإشارة إلى ازدياد قدرات القوات العراقية في السيطرة على الوضع، والتنبيه إلى ضرورة بذل المزيد من العمل مع دول الجوار للحدّ من الهجمات الإرهابية، وهذه المسألة تعتبر واحدة من الموضوعات الرئيسة لهذا المؤتمر.

ومع إعطاء وقت أكبر لإنجازات حكومته فإن المالكي لم يجد بداً من الاستجابة لدواعي الأزمة المتأججة على الحدود؛ فلا سبيل إلى تجاوز وقائع بمثل هذه الحدة لها تأثيراتها على مجمل الأوضاع في المنطقة، خصوصاً أن بين الموجودين في قاعة مؤتمر إسطنبول أطرافاً وثيقة الصلة بهذه الأزمة التي تثيرها المسألة الكردية؛ إلا بتجديد العراق وصف المقاتلين الأكراد بالإرهابيين، مؤكداً مرة أخرى أنه سيعمل بكامل جهده لتجفيف منابع إمداداتهم وإغلاق مكاتبهم.

وبشكل عام، فإن مسألة الإرهاب تفرض نفسها على المؤتمر أياً كان مصدر هذا الإرهاب؛ فهو يسبّب للعراق جلّ المصاعب التي يعاني منها الآن، كما أن الظروف المترتبة على النشاط الإرهابي تخلق حالة من الضبابية بين العراق وجواره، كما تجعل من العراق الساحة المثلى لتصفية خلافات القريبين والبعيدين، وهذا ما حذّر منه رئيس الوزراء العراقي بقوله إن بلاده ترفض أن تكون مكاناً لتصفية الحسابات بين الدول.

وفي كل الأحوال، فإن خطورة الأزمة على الحدود نجحت في استقطاب الاهتمام، وقد تكون الفرصة مواتية مع كل هذا الوجود الدولي الكبير في إسطنبول لابتدار تحركات من شأنها تبريد الأزمة والانتقال بها إلى بر الأمان. وإذا كانت سلامة العراق وتأمينه هي من أهم أهداف المؤتمر فإنه لا يمكن تجاهل هذه المشكلة التي تعتبر واحدة من أكبر المهدّدات لأمن العراق.

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد