Al Jazirah NewsPaper Wednesday  14/11/2007 G Issue 12830
رأي الجزيرة
الاربعاء 04 ذو القعدة 1428   العدد  12830
قرار حضاري

قرار خادم الحرمين الشريفين بإنشاء مركز الدراسات الإسلامية المعاصرة وحوار الحضارات بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية يؤكد حرص المملكة على التأصيل الشرعي لثقافة الحوار والتعرف على الحضارات المعاصرة وترسيخ مفاهيم التواصل والحوار بين الحضارة الإسلامية وسائر الحضارات.

إن الحوار بين الشعوب كقيمة إنسانية عالمية بحاجة إلى تفعيلها من خلال استحداث مركز متخصص ومتكامل تحت إدارة مسؤولين على درجة عالية من العلم والثقافة والاحترام، قادرين على نشر مفاهيم الحوار وآدابه ومنافعه من منطلق ديننا الحنيف. فالمركز يمكن له أن يضع الإطار العلمي للحوار ويحدّد أهدافه ويرسم آلياته عن طريق البحوث والدراسات ونشرها، والتعاون مع المراكز العلمية العالمية، والقيام بالمؤتمرات والندوات وتغطيتها إعلامياً، الأمر الذي يمكن أن يعمّم مبدأ الحوار في المجتمعات ويجعله ضمن المخزون الثقافي في التعامل اليومي بين الأفراد من مختلف الثقافات والأديان.

إن العالم اليوم بحاجة ماسة إلى وضع الصراعات جانباً، والتركيز على النقاط المشتركة التي تجمع الدول والشعوب، وعدم النزوع إلى الصدام وفرض الحلول العسكرية أو إحداث القطيعة الثقافية بين المجتمعات التي تجعل من الصعب عليها فهم الاختلافات واحترامها والإيمان بضرورتها؛ لأن الله تعالى خلق الناس شعوباً وقبائل لحِكَم عظيمة، ولو شاء لجعلهم أمة واحدة.

وفي هذا السياق يمكن التنويه بما تضمنته جولة الملك عبد الله الخارجية من تأكيد على قيم التسامح والحوار، ولا سيما لدى لقائه بابا الفاتيكان، ورغبة المملكة في أن ينعم عالمنا اليوم بالاستقرار والسلام، وعدم السماح للمتطرفين من كل مجتمع بأن يفرضوا أجندتهم على محبي السلام، وأن يغرقوا الشعوب في بحر الصراعات ذي الأمواج المتلاطمة.

إن المركز سيكون قناة رئيسة من قنوات الحوار مع الآخر ومحاولة فهمه والتواصل معه، في الوقت الذي سيكون المركز فيه بوابة مشرعة للآخرين للاطلاع على مبادئ الإسلام وحقيقتها؛ لتصحيح الصورة المتكونة لدى بعض المتأثرين بالحملات الإعلامية المعادية للإسلام والمسلمين.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244












 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد